الخميس، 26 ديسمبر 2013

رواية آلموت لفلاديمير بارتول

ما هم ألا بيادق على رقعة شطرنج والحسن بن الصباح يحركهم مثلما يريد ، الحسن الذي أشبه لي بميكافيللي بمهارته وذكاءه وطموحه الذي ليس له حدود ووسائله التي يتخذها للوصول لغاياته فلا شيء صحيح وكل شيء مباح ، جنته الخفية ، جنوده الذين ينفذون اغتيالاته وكيفية صنع جنود لا يهابون الموت لأجله ، كل شيء يجعلك تكرهه لكنك تنبهر بتفكيره وفطنته وشخصيته المتماسكة 
تدور أحداث الرواية في إطار تاريخي من حيث الزمان القرن الخامس الهجري و المكان #آلموت (عش النسر) و هي قلعة بناها ملوك الديلم واحتلها الحسن بن الصباح وشيد دولته (الحشاشين) فيها لكن مخطأ من يصنفها بأنها رواية تاريخية ويستشف منها حقائق فالكاتب استخدم الزمان والمكان فقط ليدير فيها أبطاله ويوصل فكرته بل هي رواية فلسفية عميقة تتكلم عن كيفية تسيير الجماهير وذلك من خلال معرفة السيكولوجية التي يستند عليها هذا الجمهور،والغريب أن هذه الرواية قد كتبت سنة 1938م وأحداثها تدور في زمنٍ سحيق لكن اسقاطاتها النفسية والسيكولوجية والسياسية لازلنا نراها إلى يومنا ، أسلوب غسيل العقول والتغرير بالبسطاء ومن لا يمتلك خبرة ومن ثم تجنيدها لتكون كبش فداء لتحقيق غايات من يمتلكون زمام الأمور ويديرون كل شيء فلازلنا نرى هؤلاء المغرر بهم من يعتقدون أنهم فقط من يتبعون الحق 
وقد تمكن الروائي السولوفاكي #فلاديمير_بارتول من نسج هذه الحكاية المتماسكة رغم أنه كتبها خلال عشرة أعوام لكنك وأنت تقرأها لا تشعر بمللٍ بل تشعر بلذة خفية وممتعة وتشويق غريب لمعرفة ماالتالي كل مافي هذه الرواية من أسلوب ولغة وأحداث وأفكار يجعلك تمضي قدماً لقراءتها للآخر . 


الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

ميلاد

مازالت تهز جذع فؤادي 
بتأوهٍ في ظل الغدير
تنوس أماني بأهدابها 
تنتظر مولودها المرتجى 
وتدعو السماء 
بصوت القُداس 
بابتهالات زكريا
بمحرابه
بروح القدس
أقبل إليّ
وخفف عليّ
فأنت الحلم 
وأيُّ حلم 


الاثنين، 23 ديسمبر 2013

ديوان لمس للشاعرة سوسن دهنيم

حينما تخرج الكلمة من سياقها الاعتيادي إلى ميدانٍ أوسع 
حينما تحمل تآويل ورؤى وأحاسيس لم يعتد عليها ذوو البصر بل اعتاد عليها ذوو البصيرة 
حينما تتجمع جميع حواسنا الأربع المتبقية في حاسة واحدة ال ( #لمس ) فتحرك مشاعرنا وتدور حولها لنتشبع بها مادياً ومعنوياً
"كلما التقتْ أصابعُك بروحي 
أيقنتُ أن التعويذةَ التي خطّتها لي الغجريةُ
كتابٌ منزّل" 
هذا مابرعت في نقله إلينا الشاعرة #سوسن_دهنيم في اصدارها الرابع #لمس تطل علينا بموجٍ من الأحاسيس تغرقنا في لجته مهما حاولنا المقاومة فمجبرين سنجذف معه من الغلاف واسمه البارز حتى نصل للشاطئ 
فاللمس ماهو ألا النور الذي نستدل به على مكنونات الأشياء دون الحاجة للبصر وسوسن التي عايشت هذا من خلال زوجها المرحوم حسين الأمير جعلها تتقن النظر بيدها قبل عينها
"إنه النهار .. 
يبوح بسرِّها كلَّما دَهَمَها متلبسةً بفعلِ الضوء 
اللمسُ خيانةٌ أخرى للنور" 
فهذا التشبع الذي يكتنف جوانبها ابتداءً من الإحساس المادي انتهاءً بالمعنوي جعل هذا الديوان تجربة فريدة بكلماته وأسلوبه ومعانيه فدليلها لكتابته أمير اللمس والبصيرة معاً حسين الأمير فكان #لمس بكل مافيه من حنان ودفء وزخم حسي وإنساني رحلة ممتعة ورائعة 

السبت، 21 ديسمبر 2013

تماسك

صمتي يُعريني 
وصوتي دِثارٌ 
يخفي هتك أفكاراً
أحاول الوقوف بأطرافها 
على حافة شفتي 
لعلّيّ أُتقن رقصتي الأخيرة
كيف تكون التفافتها 
كيف أكون عود ثقاب
اشتعل قبل هبوب الريح 
لاحتضن دفئي
ارتمي على ظلي
دون ضجيج 
لازالت
اتماسك
اربط على قلبي 
بفتات صبري
بيتٌ يتكأُ على مسمارٍ يعلوه الصدأ 
يقاوم الهواء والرطوبة 
تترنح به الذاكرة 
لكنه يظل يقاوم صدأه ووجعه
ممانعاً الأحلام لا تفر من ثقوب جدرانه المتهالك
متناسياً أنه منذ زمنٍ مخلوع الباب !!! 


الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

معادلة

كعادته 
يَعدُ نفسه كل يومٍ بأنه سيمضي قُدماً وإذا به يرجع خطوة للوراء ...
يجمع أشلاء معاركه مع نفسه في لفافة يدخنها وينفث سديمها في أفق المكان ...
يُضيع الزمن المتبقي من انتظاره بعدّ أقداح القهوة التي اربكت معدته منذ رحيل فكرته وبناتها الصغيرات من مخيلة قلمه ...
ويملأ رأس أفكاره الأخرى بالقليل القليل من صخب الحياة ...
يردد بينه وبين نفسه (الحياة لم تكن عادلة) ويجيب عنها : ومنذ متى كانت الحياة عادلة هي الموازنة المستحيلة بين شتات أنفسنا وشتات أفكارنا ...
لربما لا تلتقي أنفسنا مع أفكارنا ولربما تموت أفكارنا قبل أنفسنا بسبب بؤس أفكارنا ولربما .. ربما العكس ....


الأحد، 15 ديسمبر 2013

ظلي

يشبهني هذا الظل 
لهذا أمقته
أدهسه برجلي
أركله 
أشيح بوجهي عنه 
ورغم هذا يرافقني
يسكنُ فيَّ 
يلاحقني كقطٍ أسود 
يستفزني مواءه
ويعرقلني ذيله 
تضيع محاولاتي معه
مهما فعلت 
من مجاراته
مداهنته
محاربته 
يبقى كما هو 
أرجوك 
فقط
ارحل عني
لا أريدك 
اذهب 
اذهب بعيداً
أنت تشبهني كثيراً 
حتى في سوادك 
كأفكاري وبناتها القبيحات
لكنك لا تشبه صوتي 
لأني أنا بلا صوتٍ 
لأقول لك ارحل 
لذا أمقتك 
وسأظل أدهسك وأركلك
وأشيح بوجهي 
علّيّ اتجرأ
وآمرك بأن ترحل
فاسمع صوتي !!!



الخميس، 12 ديسمبر 2013

شجرة الرمان

كل حكاياي أغفيتها في يديها
يقيناً مني 
أنها لن تتعدا شفتيها
كلما همت البوح بسريّ
اصطكت أحرفها بنابيها 
لتهطل ذاكرتها مطراً 
في هيئة حجر
وتظل هي
شجرة الرمان
الوحيدة
العجوز
تظلل قبراً لم يزره قمر 
يمتد البحر على ظلال وجهها ساعة المغيب
يمتد هدير صوته فلا تجفل 
ولا يرتد لها بصر 
تظل صامتةً
تفرط سبحتها 
حبة
حبة
منتظرةً تلويحة
أو أمل


الأحد، 8 ديسمبر 2013

ذاكرة


أنمو كغصن الياسمين

طفلةٌ مولعةٌ بتخطي السنين

يدي ترتجي يديك

لكنك دوماً

تتحصن بالشوك

وأظل واقفةٌ

بينك وقلبي وظله

وبينهما

سبع ظلالٍ عجافٍ وقبلة ممزوجة بالحنين

ممزوجة بطعم السكر في فنجانك الاخير على شرفتي

بآآآه تهرب وجلةً من شفتي 

بابتسامتك المواربة ونظرتك المختلسة

بكل ذلك لتظل في عجافها محزونة

ورغم هذا تظل قبلة

وإن تغرّبت الذاكرةُ 



الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

أقنعة

المنافي أوطانٌ
والوطنُ منفى
يتبادلون الأقنعة في إيقاعٍ متناغم بغيض
تتساقط قطرات على كتفي 
سحابة تواسيني 
فتغرقني بأدمعها 
في زاوية الطريق
الطريق معتم 
المطر أسود
لا شيء يرى
فلا فرق بين هذا القناع من 
ذاك
جميعها
معتمة 
باردة 
مصقولة
بدمعي
بعرقي 
ببقايا قهوتي
و بفيض دمائي

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

لا مفر ...

تعالي سرحي ضفيرة سؤالي على ظهر اليقين
علّها تقطع شكها بدفئه
حتى وقتٍ قصير
أسدليها أولاً 
دعيها تستنشق عبق الوطن
ثم لملمي خُصلها 
بين أصابعك كوالهٍ مُفتتن
ولا تضغطي عليها
بحرصٍ شديد
وخللي بين مسافات انتظارها بياسمين
دعيها تظن بأنها امتلكت المستحيل
قبل وصول المقص
ويقينها بأنه لا مفر


الأحد، 24 نوفمبر 2013

هل ابتسمت لجني قط؟ لمحسن المبارك (شعر)

حينما تتابع أعمال #محسن_المبارك الفنية تتعرف على شخصية فريدة لها بصمتها المميزة سواء على الصعيد التشكيلي أو الفوتوغرافي أو الصعيد الأدبي فهو يكتب خارج المألوف وينتهج كل ماهو غير اعتيادي لا تنتظر من المبارك أن يكرر ذاته فهو كائن متمرد على الروتين فبالتالي لن يكرر التجارب الشعرية للآخرين فمثلما يغامر بريشته سيغامر بقلمه فهو يعشق المغامرة ويعشق أن يسبر أغوار أماكن لم يرتادها أحدٌ قط من قبل ليخلق شيء غير اعتيادي وغير مألوف فقد اعتمد في ديوانه #هل_ابتسمت_لجني_قط؟ على لغة شعرية لا ترتكز على المجاز بقدر ماترتكز على الاختزال وتكثيف الصورة الشعرية بلغة بسيطة هي لغة الشارع بغير تكلف ولا تنميق فهو لم يقصد أن يلفت الطبقة المثقفة أو النخبة بما يكتب على قدر ماأراد لكتاباته أن تلامس شغاف قلوب عامة الناس وهو مااستطاعه بجدارة وجرأة رائعة .


على قدمين عاريتين لمنى الصفار(شعر)

منى الصفار شاعرة بحرينية باكورة أعمالها ديوانها المعنون " على قدمين عاريتين " الصادر هذا العام 2013م عن دار " مسعى " للنشر والتوزيع 
كان قلبها بمثابه الوادي المقدس طوى فلابد لنا حين ندخله من إن نخلع نعلينا ونتجول فيه على قدمين عاريتين فللقلب طقوسه التي لابد من اتباعها لنستمع لبوحه 
88 دهشة رائعة تمس شغاف القلب واحاسيسه
و بين الروح والوطن والقلب وأحلامهم هي تتنقل كفراشة تمتص من كل زهرة رحيق مختلف عما سبقه فتراها تقول " لا شيء أصعب من أنْ تهرب من وجهك ، تخبئ أحلامك تحت وسادة " وترد تعيد كرة الأحلام فتقول "افرغ أحلامك في وجهٍ من رصيف فحبيبك دمعة " "أحلامي منهكة تخشى مغادرة سريرها" وتأتي للقلب فتقول "ويترجل من صدري هذا القلب "
" هذا القلب فراشة عالقة بالنور "
" يخذلني هذا القلب كلما حملت حقائبي تمسك بتلابيب ثوبك"
"حزني ماء وقلبي قاربٌ مثقوب "
" لا تقلق إنه قلبي وحسب اتركه يجف قليلاً "
فهي لا تزال تنتقل بين دفتي قلبها وهو ينقلها يميناً ويساراً فتقف على أحدى ضفافه وتقول " أيها الوطن المخبأ عن عابري السبيل سكنتك حتى تبذتني على بابك حقيبة سفر!"
هذا الديوان بصفحاته 88 هو نص لا يقبل التقسيم أوالتجزئة هو نص للقلب والروح رائع رائع .


ساق البامبو لسعود السنعوسي

بلغة بسيطة تخلو من التعقيدات اللغوية تمكن #سعود_السنعوسي في روايته #ساق_البامبو التي فازت بجائزة البوكر لهذا العام بأن يمسك بجسد قصته في سرد ممتع منقطع النظير 
السنعوسي والذي ناقش في روايته أكثر من قضية يعاني منها الشارع الخليجي عامة والكويتي خاصة لم يكن أول من تطرق لهذه القضايا الاجتماعية والإنسانية لكنه بالتأكيد كان أول من طرحها بهذا الأسلوب المختلف عمن سبقه وزاوية رؤية مغايرة كذلك وبأحداثٍ مغلفة بجو من الحميمية التي تتدثر فيها الذاكرة الكويتية وبعناية لافتة للأحداث واشتغال فني وحرفي رائع وبلغة سلسة وحبكة ممتازة تخلو من الثغرات تبدأ ببداية غريبة من كاتب الرواية هوزيه مندوزا ومترجمها ابراهيم سلام وبنهاية منطقية تحترم عقلية القارئ بعيداً عن المثاليات وبتسلسل يزج القارئ في زوبعة الأحداث زجاً هذا الاشتغال والحرفية دفعا السنعوسي بأن يسافر للفلبين لتخرج روايته بهذا التماسك والمنطقية فنحن أمام روائي بارع ماسكاً بخيوط قصته بكل تمكن لتخرج بهذا الجمال والصمت في حرم الجمال جمال .


بأبواب المدينة كلها لعلي سباع (شعر)

بمزاجية واضحة يكتب #علي_السباع ديوانه #بأبواب_المدينة_كلها ساعياً لدق أبوابها باباً باب 
هذه المزاجية والتي جعلته لا يستقر على أسلوب ولا شكل معين في مجموعته تاركاً إياها تسير مثلما أرادت فهو يعجب بما تريده القصيدة وبما تنتهي به هي دون تهذيب منه ، كما تفتقد نصوصه للموضوعية بسبب توجهه للكتابة بالأسلوب السيريالي فاللغة تسير النص بعيداً عن الموضوع فنصوصه متشعبة وتتراوح مابين النظم والسرد ويغلب عليها الترميز كثيراً وبالرغم من ذلك لم تفقد جمالها فهي لا تخلو من اقتناصاتٍ ذكية ولمحات رائعة 
ديوان جميل وتجربة فريدة أنصح بقراءته.


عزازيل ليوسف زيدان

للمرة الأولى اقرأ للكاتب #يوسف_زيدان وكانت بدايتي رائعة مع روايته الفائزة بجائزة البوكر عام 2008م #عزازيل في رقوقه المهترئة التي آسرتني دهشةً ومتعة وأناأغوص فيها وألهث وراء بطلها هيبا في رحلته متمنيةً في قرار نفسي ألا تنتهي هذه الرحلة .. 
هذه الرواية لهي قصيدة أفرط نظمها نثراً بين دفتي رواية لغة شعرية بامتياز ودقة تفاصيل وحبكة متماسكة بالإضافة إلى المحاور التي تخوضها من خلال التساؤلات التي تطرحها عن المسيح وألوهيته والصراعات بين الطوائف المسيحيية وماأشبه اليوم بالبارحة فهو يطرح فكرة مهمة وهي بأن هنالك فرق شاسع مابين الدين -كماهو- وبين أتباعه فجميع الديانات السماوية (وحتى الروحية الإنسانية) جاءت لإسعاد البشرية وماشقاء الإنسان ألا من نفسه وممن حوله ... 
لا أدري أن كان يصح أن يصنف هذا الكتاب تحت اسم رواية فالزخم التاريخي المعرفي المثيولوجي بين دفتيه عظيم جداً نقل بطريقة مشوقة ممتعة وادخل الرواية العربية في اتجاهٍ صعبٍ حيث رفع يوسف زيدان سقف آلياتها وأخضع التاريخ للغة الرواية والشعر وجعل الروائيين من بعدها أمام منحدراً صعب الصعود... 
ولعل أهم فكرة يطرحها زيدان في أطروحته هذه في نظري هو عنوان الرواية بذاتها فالشيطان أو عزازيل ماهو ألا الجانب المظلم للكائن البشري والمحرك الأساسي لكل الشرور في الدنيا على العكس من هيبا فهو الصورة الإنسانية النقية التي تحاول الارتقاء بنفسها في رحلة بحثها عن الحقيقة والمعرفة والتي لهث وراءها من مكانٍ إلى آخر عسى بحثه يطفئ ظمأ تساؤلاته ويرويها .
مهما سردت في وصف ماهية هذه الرواية قليل جداً فهي مدهشة جداً جداً وممتعة بشكلٍ لا يوصف.

الدكة لمظاهر اللاجامي

بين مصراعي الموت تدور أحداث هذه الرواية باستباقٍ زمني وهو موت (سبحان) بطلها وهو الحدث الذي تختتم به أيضاً وما #الدّكّة ألا شاهداً عليه وعلى الاحباط الذي يعشعش كوحشٍ خرافي ينهك تفكير هذه المدينة وسكانها والتي شخصها #مظاهر_اللاجامي ورسمها بطريقة اخترق فيها جميع التابوهات والمحرمات 
فكانت شخصيات روايته جميعها من اسوء عينات المجتمع من حيث إنها متناقضة وناقمة على المجتمع تحمل في ذواتها تمزق عميق يحيل أرواحها لسجنٍ انفرادي يركن بها إلى #الدّكّة التي اشتغل اللاجامي على أن تتخذ عدة دلالات مختلفة في سياق الرواية فالزمن فيها شبه مفتوح متداخل في مفارقات تنقل لنا أراء الشخصيات ومايفتعل في داخلها من تناقض وصراع مابين التيه والسجن والجسد والحب والذي يجابه تناقض المجتمع بكل أطيافه 
فوجهات النظر التي تطرحها الرواية متعددة ومتباينة لكنها بنفس الدرجة من الأهمية في كشف الأحداث وفي التبئير وتسليط الضوء على الحدث في حبكة متشابكة تتداخل في بنيتها صراع الأجيال مع بعضها وصراعها مع المجتمع 
واسقاطات من التاريخ السحيق على الحاضر المر وعلى الذات الإنسانية والاجتماعية 
و لعلّ لغة الرواية هي من تشفع للقارئ اتمام هذا الوجع والألم والاشمئزاز معظم الأحيان من التفاصيل التي تسردها فلغتها تلامس اللغة الشعرية وحوارتها التي هي أشبه بمونولوج تعترف فيه النفس لذاتها بخطاياها ومخاوفها وإن كان المتكلم يوجه الخطاب لشخصٍ أخرى فمعظم أبطال الرواية  (يفضفضون ) للورق أو لمن يستأمنونه ظناً منهم بأنهم سيشعرون بالراحة والتي مهما اجدوا المسير لا يصلون لها ...


عداء الطائرة الورقية لخالد حسيني

#أفغانستان التي لم تظهر على خارطة العالم ألا واسمها مقترناً بطالبان وبعد أحداث 11 سبتمبر مقترناً بالارهاب جاء #خالد_حسيني ليعيد صياغتها على خارطة العالم وعلى خارطة الرواية ب #عدّاء_الطائرة_الورقية 
بلغةٍ سهلة ممتنعة وبأسلوبٍ مشوق وبزخمٍ من المشاعر الإنسانية يرسم الحسيني صورة حالمة لأفغانستان المغيبة ليكشف لنا ماهية المجتمع الأفغاني بتشعباته وفرقه فمابين أمير (الباشتون-السنة) وأخيه غير الشرعي علي (الهزاره-الشيعة) نرى الصراع القائم مابين الطوائف وأن اختلفت الأماكن والأزمان والمسميات فعام 1975 لا يختلف كثيراً عن 2013 
فلازال يوجد ( أمير ) الذي يحاول أن يصحح المسار لكن في المقابل يوجد الآلاف من ( آصف ) ذو الميول السادية الفاشية والتي تتلذذ بالسلطة والآذى للآخرين 
فالأحداث تغطي فترة زمنية مهمة وهي ماقبل الروس وطالبان وكيف كانت أفغانستان 
ليس من السهل على أيٍّ أن يرى مترب طفولته قد أضحى يباب وأن ذكرياته لا أثر لها
لقد أحسن الكاتب في نقل أحاسيس جميع الأفغان وهم يرون بلادهم قد أصبح أثراً من بعد عين هي كما وصفت ملهمة ومؤلمة وتترك أثراً في النفس فلا تنسى 


السبت، 9 نوفمبر 2013

لا شيء ...


هذا ليس فم
هذا شقٌ خطه الدهر لوجهي
لأتذكر مابقى من عمري
أن الصمت من ذهب
هذه ليست عين
هذا بقايا قمر
تناساه الليل على وجهي
كي أسهر
هذا ليس قلب 
وليس طفلاً يتيم
أضاع دثاره وقت المبيت
بعدما أرهقه الوسن
هذا لست أنا
هذا شتات أفكار
وروح ولربما لا شيء مما ذكرت 
2 أكتوبر


الأربعاء، 13 مارس 2013

رحل

حينما نختصم وترحل بعيداً كل أشيائك تردد اسمك بأسلوبٍ مستفز
لا أدري أهي من تردده أم أنا أناديك كعادتي كلما شعرت بالضعف
نعم في بعدك أضعف وأبدو أكبر سناً وأكثر شحوباً
ويصبح فنجان القهوة التي أعتدتُ ارتشافه كل مساءٍ بصحبتك سوطٌ أجلد به ذاتي
غريبة تفاصيلك وذكرياتك أنسى مواعيدي أشيائي أوراقي كلماتي أسماء عطوري وأتذكر تفاصيلك بكل مافيها من أحاسيس كأنها لتوي حدثت
فمعها يتلاشى الزمان ويبقى المكان شاهد عليها وعليّ !! يشهد لي بضعفي حين تدير ظهرك لي وتبعد كلما حانت لك فرصة

أصبحتُ حانتك التي ترتشف فيها كؤوساً من الغزل والسيطرة وحب الذات وتمضي مخلفاً ورائك كؤوسك خالية وبقايا سديم وورقة بيضاء ورصاصة في قلبي

ليتك لم تترك تلك الورقة ليتك تركت لي قلبك مؤنساً لحين عودتك
أم أنك رحلت وأنت عازمٌ على ألا تعود
لعلك مللت تدليلي لك
لعلك مللت بأنك كلما أخفقت في حبي ..
كلما تتعمد إيذائي وجرحي وتحطيم ذكرياتي الجميلة معك باستفزازك وعنجهيتك وغرورك كنت أنا .. بذاتي أختلقُ الأعذار لك .. كي أرضي غرورك ولا ترحل عني .. لكنك هذه المرة رحلت عني ولم تبقي لي شيء .. أيّ شيء..



الجمعة، 22 فبراير 2013

قلاع الرمل

قلاع الرمل
حينما يُذبل اليأس ورود الأمل .. ويسحقُ الموجُ قلاعَ الفرحِ .. فماذا سيبقى ليَّ ؟!.. ورودي الذابلة .. ودموعي المنسكبةُ من عيني المنصبةُ في جوفي .. تزيد آهاتي وآلامي .. تتراكمُ كغصةٍ في قلبي تحرمهُ من الحياةِ ..

أهل أبكي ؟!.. واركعُ صامتة ً بجانبِ قلبي المذبوح.. من الوريدِ إلى الوريدِ .. المدفون تحت الركام .. ركام قلاعي وحصوني ..

أخاطبه : بحر .. لماذا هدمتَ قلعتي ؟!.. لمَ دفنتَ قلبي؟!.. لمَ حملتني ما ليس ليَّ به طاقة ؟!!.. ارجع إليَّ قلعتي .. لأسمع بداخلها صوت طفولتي .. طفولة جميلة .. ذات نظرةً حالمةً لا تعرف سوى الصراحة و البراءة ..

رد عليَّ بأسى : ما كان ذنبي .. لم أهدم قلعتكِ .. بل هي قلاعُ الرمل دائماً تسحقها أمواجُ الواقع المر ..

ما كان يقوى قلبي على أن يجرح دمعتكِ .. فكيف يجرح البسمة ؟!.. ما كان يهوى سوى سماع صوتكِ .. فكيف يبكيكِ لحظة؟!..

ما كنتُ أنا .. ما كنتُ أنا .. بل كانتْ قلاعُ الرمل ..

موج

لا يحلو البحر ألا بأمواجه لكني لا أجيد السباحة

غربة

أنامُ دون رداءً يدثرني ..
فهذا المساء لم أستمع لصوته يتمنى لي نوماً هنيئاً

عروج

أتعبتني وأتعبت الليل ...
وأنت تضجعُ بجانبه في صبرٍ وصمودٍ
أشتقت إليك .. ألم تشتاق ليّ؟!!..
فبعدك أضناني وبعثرني
فجأت إليك لألقاك لكنه ليس مثل كل لقاءتنا السابقة فجسدي مسجى وروحي ترفرف للسماء
فالملكوت من الآن أصبح فضائي والريح أصبحت جناحي

خيانة

نعم يحبها ولكنه لا يستطيع منع نفسه من النظر فوق كتفيها!!!

ابتهال

تسجد أحلامي في محراب عينيك ففتح جفونك كي تعلو دعاءاتي



فراق

في كل مساء يجافيني الوسن
ويستوطن الأرق أجفاني
كلما أذكر حنو صوتك
وأنت تهدهد أحلامي
ماكنت أعلم أن صوتك يتلوه صمتٌ
يجهض أصغر آمالي



لقاء

أجمل مافي العناق بأنك تأتي بعطر وترحل بعطرين !!!

درعي الحصين

صلاتي عليك مداد حياتي وتعويذة قلبي ودرعي الحصين
عليك مليك السماء يصلي وتردها الأكوانُ بسبعين
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد

السبت، 16 فبراير 2013

السفر المستحيل



السفر المستحيل

اكتشفتُ بعد حينٍ.. أنَّي اقرأ خارطتك بالمقلوب .. وأبحر بحثاً عنك في كل الدروب .. وأنا .. وأنا أسكنُ بين جوانحك..
أشقُ عبابَ البحرِغيرَ عابئةً بأهواله.. جازمة ً.. شجاعة ً.. يسبقني حبي في البحث عنك .. وأنت ..وأنت تتلذذ بآلامي .. تراني والموجُ يغشاني .. والبرقُ يخطفُ أنظاري .. والرعدُ يصُّمُ آذاني .. ولم تتحنن عليَّ وتخبرني .. بأني أسكنُ بين جوانحك..
تعلمُ بحبي ..وبأمطارِ أهدابي المنسكبة التي تغرق وجهي كلما مرت ذكراك على خاطري .. ولمْ تشفق عليَّ بمنديلٍ لأمسحها وأمحوها .. وأنا أسكنُ بين جوانحك..
آه .. يا حبي المستحيل .. ويا أسفاري الطويلة .. التي تبدأ منك و تنتهي إليك .. لمَ ترهقني بالترحال ؟!.. و أنت تشفق عليَّ من هبوب النسيم بين جدائلي.. فكيف وأنت ترى الريح تعصفُ بيَّ .. وقاربي سيغرق .. و أنا أصرخُ مناديةً باسمك السرمدي.. الذي فيه سرُ حياتي .. فلا تهبُ لمساعدتي.. ولا لإنهاء أسفاري .. ترتدي معاطف البرود على كتفيك.. وقناع اللامبالاة على عينيك.. وحقائب دموعي بيديك .. و بركان المشاعر في خافقيك يحرقُ مدامعي .. ولم تخبرني بأني أسكنُ بين جوانحك ..
ما أنت يا هذا ؟!..يا قلبي الأجمل .. بحورٌ من الأسرارِ تسكنك؟؟.. ملايينٌ من الشهبِ تحرسك؟؟.. فكما اسكنتني قلبك ..ألا تفتحه ليَّ ؟؟.. أعطني خارطته كي لا أتوه في غاباته العريضة ..اجعلني استوطنه .. ابني فيه قصوري اللؤلؤية .. وأحلامي الوردية..
رجواك حبيبي .. أنهي بيديك ترحالي وأسفاري المستحيلة إليك .. فأنا أحنُ للوطن ..وأحنُ للسكن بين جوانحك..