الثلاثاء، 29 أبريل 2014

لم تكن سوى رصاصة


حينما أوسد رأسه للتراب وتدثر بكفنه
لم يكن في باله 
أن تفيض دموعك من فيض دماءه
لم يكن ينوي أن يرحل ممتطياً وجهاً ليس وجهه
وراحلةً لم يخترها ولم تخطر على باله 
باله الذي كان أكثر ما يشغله 
القليل من الخضار
أقل منها من اللحم
دراجة مستعملة للصغير
و دمية حليقة يغطي الفراغ المستفحل في رأسها بخرقة بالية ملقاة عند صفيحة للمهملات 
أما أنت
لم تكن في باله
و لن تكون من ضمن حساباته بعدما توسد غبار المنية 
لكنه هو يشغل الفراغ الذي يستوحش في قلبك كلما سمعت دوي رصاص 
وأيقنت أنه لا يعنيك 
هو أيضاً ظن أنه لا يعنيه حتى رأى نفسه خضيباً كما الأفق 
صريعاً كما أنت 
وأنت تراه 
رغم أن الرصاصة لم تدنو منك

http://armeea.com/index.php?show=news&action=article&id=3805

الخميس، 10 أبريل 2014

رواية مغامرة حب في بلادٍ ممزقة لجين ساسون

أكثر مايظلم هذه الرواية عنوانها ف #مغامرة_حب_في_بلاد_ممزقة ليست مجرد رواية فقد حاكتها#جين_ساسون بحبكة مميزة فبتدأتها بأسلوب (الفلاش باك) استبقت فيها البداية بالحدث الأهم ومن ثم استحضرت البطلة قصتها منذُ كان عمرها عشر سنوات 
فكانت الفصول الأولى للرواية تحكي قصة جوانا العسكري التي ولدت من أمٍ كردية وأبٍ عربي مع هذا لم تشعر بعروبتها في بغداد مثلما ارتبطت بالسلمانية موطن أمها في كردستان ولعل السبب في ذلك انعدام التواصل مع والدها الذي كان أصماً 
تناولت في هذا القسم من الرواية تفاصيل للحياة اليومية في كردستان وفي بغداد فرصدت المعيشة من جميع نواحيها من لباس وطعام وعادات متوارثة وبينت الواقع الكردي المرير الذي عاناه الأكراد في ظل عدة حكومات عراقية كانت أو تركية أو سورية أو ايرانية
وبسبب هذا الظلم الذي طال الأكراد دون سبباً سوى العنصرية المقيتة تتمنى جوانا الارتباط بأحد جنود البشمركة إيماناً منها بقضية الأكراد والظلم الذي يرزحون تحته
ذكرت الأحداث تفاوت الأحوال المادية التي مرت بالشعب العراقي بسبب الحروب وتغيير الرؤساء حتى وصول صدام حسين والذي أنهك الشعب العراقي بجنونه وديكتاتوريته المقيتة 
وحروبه التي لا تنتهي معاناة أخيها في خنادق الحرب العراقية الايرانية ، ملاحقة نظام البعث لها لتنتمي للحزب ، هرب أخيها الأكبر لخارج العراق كي لا ينضم للحزب ومعاناته في السجن هو وزوج أختها دون سبب سوى إنهما كرديان والشك بانتماء أخيها لإحدى الأحزاب الكردية
الفصول الأخيرة كانت عبارة عن رصد لحياة #البشمركة ولمعاناتهم في ظل حكومة صدام حسين ولترجع تقص علينا مابتدأته المأساة وعلي المجيد (كيماوي) يلقي بغازاته السامة على القرى الكردية وخاصة حلبجة والتي استشهدت فيها خالة جوانا عائشة والكثير من سكان قريتها بلا ذنب اقترفوه غير إنهم أكراد لم ينصاعوا لهذا الديكتاتور أصابتها بالغازات حتى كادت تفقد بصرها مثلما فقدت جنينها وهربها مع زوجها من مكاناً لأخر ثم دخولهم للأراضي الايرانية معاناتهم هناك فالايرانيون لا يكنون الودّ للعراقيين بعد حربٍ أدمتهم ثمان سنواتٍ عجافٍ متواصلة دخولها لمخيمات اللاجئين الأكراد بحثاً عن خالتها قبل معرفتها باستشهادها ونهايةً ولادتها ابنها كوشا والذي بولادته تغيرت معادلة لجوانا لتقرر مع زوجها الهرب للندن ومعاناتهما في مطار دمشق قبل استقرارهما في بريطانيا أخيراً
الجانب العاطفي في الرواية وهي قصة حب جوانا لزوجها شارباست كانت تفاصيلها بالنسبة لي مملة جداً وأضاعت وقتي
لكن مايغفر لها هذا الزخم الإنساني الذي عشته مع معاناة التي تمر بالشعوب بسبب الحروب رصدها لتاريخ العراق منذ عام 1972 حتى هربهما للندن بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية 
لقد أوصلت بجدارة شعور العزل والنبذ والظلم الذي طال الأكراد هو عزلة للإنسانية والوطن والهوية فكل بلادٍ لابد من وجود عنصرية ضد مجموعة ما تعاني الأمرين بلا سبب سوى تفردها وانتماءها في ظل عقليات تقصي المختلف عنها رغم أن الكاتبة حاولت ادخال رأيها ولم تلتزم بالحيادية في كثير من المواضع 
لكني أدين لهذه الرواية تعريفي بتاريخ الأكراد في العراق مثلما أدين ل#خالد_حسيني في #عداء_الطائرة_الورقية تعرفي لأوضاع أفغانستان من (الباشتون-السنة) و(الهزاره-الشيعة) قبل طالبان حتى وصولهم لدفة الحكم 
رواية جميلة استمتعت بها رغم ثغراتها التي كان من الممكن تلافيها في الكثير من المواضع لو ألتزم الكاتبة بمهنية الكتابة . 

الخميس، 3 أبريل 2014

عينٌ في إصبع نصوص شعرية لعلي عاشور

بعنوانٍ مربك يبدأ #علي_عاشور رحلته #عينٌ_في_إصبع محاولاً لقلب المفاهيم والمسلمات وإزاحتها من كينونتها المعتادة للنظر لها من الخلف .. فكانت ومضاته وشذراته إضاءة للعين لتبصر أو تعيد النظر فيما تبصر .. لعل البصر ينقلب خاسئاً وهو حسير ابتداءاً من إهداءه 
" مساحة السؤال هنا لا تحتمل الإجابة
اخلع نعل الحلول ولا تطرق الباب 
استأذن قلبك .. واغرق"
و حتى آخر نفس
"تنتظر الشمس يوماً ..
يشرق الإنسان عليها متجرداً من
الجهات .. "
هو الغرق بملء الإرادة في القلق المتولد من أسئلةٍ ليس لها أجوبة أو إجاباتها باهظة الثمن 
باختزالٍ لغوي وتكثيفٍ صوري وفق فيه أحياناً وخذله أحياناً أخرى 
متكأً على نصوص مفتوحة تتراوح بين التضاد والسخرية تاركاً للقارئ مساحة يتجول فيها بحرية ليتممها أو يؤدلجها مثلما يريد 
خصص عاشور جزءً للمثيولوجيا لتحضر بين نصوصه محاولاً اسقاطها على الواقع 
رغم أن بعض الرموز الميثولوجية كانت أسماء فقط دون إشارة واضحة أو تكثيف للرؤية المجازية
للقصص الفلكورية حضور أيضاً بين نصوصه محاولاً بناء جسراً مغايراً والذي اعتاد القارئ ارتياده لهذه القصة أو تلك
بعض الأفكار والصور محتشدة في رأس القلم أجبرته على تكرارها مما جعلها تفقد دهشتها للمتلقي والذي اصطدم بها في ومضة سابقة
هي الصرخة ّالمتمردة التي تعتلي نبرتها كلما تعمقت بقراءة هذه النصوص 
هي العين التي تحاول النظر بشكل مغاير فيواجهها المخرز أو الإصبع لكنها هذه المرة ومن باب التغير هي من واجهته