السبت، 9 أغسطس 2014

رواية التنور غيمة لباب البحرين / فريد رمضان

الرائحة ترسم كينونة المكان بأطوارها طحينٌ عجينٌ خبزٌ مختلطٌ برائحة العرق والتعب تعانقه رائحة البحر من جهةٍ والنخيل من الجهة الأُخرى
من تلامس أصابعك الغلاف تستنشق عبق الروائح حتى تلسعك حرارة #التنور في وسطه
#فريد_رمضان يؤطر المكان وهوياته في تنوره وعلى نارٍ هادئة تتقاسمها فصولٌ ثلاثة : وحده لا يضيء / وحدهما لا يضيئان / وحدهم لا يضيئون 
في الجزيرة الصغيرة والتي تحوي تباينات في الأعراق والهويات والثقافات تحصنها تعويذة البحرين بمرجيه من كل ناحية ، رمضان الذي قبض على حقبة تاريخية وطوعها في يديه بلغة شعرية وحبكة سردية فريدة من نوعها كان يقف على ناصية قلمه متأرجحاً بين الراوي والمؤرخ باحترافاً جميل مازجاً بين السرد الواقعي والفانتازيا 
عبد الله بأبنائه وغربتهم هم نواة بلداً كامل تلاقت فيه شتى الوجوه والألسن وانسجمت حتى تلاشت فروقاتها فكل بلد يستعصي على الأصالة والعرق النقي كلنا نلتقي في مكان ونستوطنه و هو بدوره يستوطن قلوبنا كانت المشاعر في هذه الرواية هي من تضرم نار #التنور قبل أن يضرمه الحطب البعد والانتظار واليأس والأمل الخوف والترقب مشاعر متضاربة مع بعضها تضرم تنور الحياة 
لم يحدد رمضان المكان والزمان بدقة ولم يسرد الأحداث بوقعٍ منتظم بل حاكه بومضاتٍ تتخلها الدهشة تاركاً للقارئ مساحة تملأها ذاكرته ولربما يملأها الفضول في البحث والتقصي 
كان يكتب فريد رمضان بعيداً عن النزعات الشخصية أو المذهبية فلم تكن كتابته للميل أو الانتصار لجماعة دون أخرى بل كان انتصاره للمكان برائحة طينه المتغلغلة بين الروح والجسد