الخميس، 29 مايو 2014

مصير

عنقُهُ الغضُ لا يحتاجُ لمقصلةٍ
تكفي رياحّ عاتية
يتناثر زهرُه 
يعبق ريحُه
ويظلُ أنفُهُ
شامخاً
...
أما أنتم
فعيونكم زجاجٌ
وقلوبكم غلفٌ
وذكركم دخانٌ
... 
ونحن
بخوفٍ
ننتظر ريحاً 
بفارغ الصبر
لننفجر 
....


الأحد، 25 مايو 2014

تفاهة

دوماً تثقل رأسي أفكارٌ حمقاء 
اهزه
ارجه
أحاول اسقاطها
لكنها ثمرة لم تنضج تتمسك بفرعها
وحالما تنضج 
تضج من تفاهته 
وتفضل السقوط 

رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد السعداوي

هو نصٌ حيك بحبكةٍ سينمائية واقعيٌ رمزيٌ فانتازيٌ برواةٍ متعددين كلٌّ يروي الحكاية بوجهة نظره لتبدو لنا الصور ثلاثية الأبعاد تعكس الحقيقة ولربما تموهها وما "فرانكشتاين" أو " الشسمه" أو "الذي لا اسم له" هو الرابط -بطريقة ما- لهذه الأحداث
أسس #أحمد_السعداوي روايته #فرانكشتاين_في_بغداد بنصيين متباينين لكنهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض
الأول سردٌ واقعي يتناول فيه الوضع في العراق منذ دخول القوات الأمريكية عام 2003 حتى الآن ، الأوضاع المعيشية الصعبة المترذية اقتصادياً المتضعضعة أمنياً من انتشار للارهابيين والمتطرفين مع القوات الأمريكية 
العراق الذي منذ نعومة أظافره متعوداً على رائحة الموت والدماء يلتحف برائحة البارود و هزيم التفجيرات في كل زاوية ، الأرض التي تعبت ولم تذق طعم الراحة ، فالقهر والفقر والاستغلال هي السمة الأبرز في هذا السرد 
أما السرد الثاني فهو سردٌ يعتمد على الفانتازي بشخصية استمدها السعداوي من رواية ماري شيلي "فرانكشتاين" فاسقط ظل هذه الشخصية على بطله لكن بصورة مغايرة لفرانكشتاين شيلي
فالشسمه هنا هو المخلص الذي تتطلع له جميع الشعوب منذ الأزل ففكرة المخلص موجودة في جميع الرسالات السماوية وغيرها كي تزرع الأمل في القلوب المتعبة لكن هذه القلوب حين يبلغ سيلها الزبى من اليأس والانهاك وطول الطريق تتعلق بأي قشة حتى لو قصمت ظهرها
"الشسمه" والذي جمع أشلائه هادي العتاگ من أجزاء ضحايا لم يكترث وهو يجمعها لانتمائها سواء كان شيعياً أم سنياً أو كردياً أم صابئياً أم غير ذلك ليجمع أشلاء العراق بجمع أشلاء ضحاياه ليرسل لنا رسالة مغزاها : كلنا مخلصون وكلنا ضحايا فالشسمه هو المخلص وهو المنتقم الثائر وللثأر في الثقافة العراقية جذور ضاربة من الشيعة وثأر الحسين ومن القبائلية التي لازالت تتواجد في كثير من القبائل البدوية 
فهو العراق بتناقضاته بنسيجه المتعدد المتباين الألوان بكل أطيافه التي قد نعرفها وقد لا نعرفها هو العراق الناقم الغاضب للوضع الذي ينساق له ذوي السلطة هو صرخةٌ مكبوتةٌ لأنها اعتادت منذ زمنٍ سحيق على الصمت والخنوع فتشوهت ملامحه من القهر للكبت فأضحى مسخاً لكن السعداوي أرادها لمرة لو تتمرد وتطلق العنان لنفسها . 

الأحد، 18 مايو 2014

فقد

الآن 
وأنت تقف بعيداً 
بعيداً جداً
اخلع عينيك
وارتدي وجع رحيلك الذي ينتحل فرحي 
يسرق وجهي
يطأ روحي
دون مبالاةٍ
مهما حاولت الامساك به 
لعليّ أقده 
لا يرتاب ليله السرمدي
كجرحك الذي يأبى الاندمال في صوتي
يرسم وجهي 
بنصفِ ملامحٍ
ونصفِ وصب 
يخط تضاريسه في مفارق شعري
بقلبٍ أبيضِ ووجهٍ نكدِ
ماكان عليك أن ترحل 
ماكان عليك
كان عليك أن تترك قلبي 
تتركه لي ...
------------
أكان لابد الآن أن ترحل
أكان محتم عليّ
أن أعتصر روحي بيدي 
كي أواري فجوة غيابك 
كي أعودها على الألم 
ماكنت أظنك سترحل عن قريب 
كنت تمنيني بمزيدٍ من الوقت والفرح
الفرح الذي وظبته بين حقائبك ورحلت به 
أيرضيك 
ألا أستطيع العزف 
أفقد نايّ 
أفقد صوتي
-----

الخميس، 15 مايو 2014

رواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف

"لا استطيع أن أروي سوى نصف الحكاية
الحكاية التي تعتمل في فمي
أعلكها مللاً وتعلكني نكداً 
كلتانا متعبتان من النظر
واستراق السمع 
لكنها لا تتعب من الثرثرة
بيد أني فقدت قدرتي على الكلام
منذ سلمتها مفاتيح كلامي"
شيماء علي
هي أنصاف الحكاية التي نسمعها ولربما لا تكون أنصافاً ، لربما تكون مضمضةً في فم الزمن يلفظها في وجوهنا لعلنا نستعيد وعينا وننظر بعين الحقيقة 
رواية #شرق_المتوسط ل #عبدالرحمن_منيف تعد من بدايات أدب السجون في العالم العربي تتناول واقع السجون السياسية الممتدة في بلدان العالم الثالث باحداثياتٍ مموهة لم تُحد بزمانٍ ولا مكانٍ إيماناً من منيف بأن أحداث هذه الرواية تصلح لتوصيف حال جميع هذه البلدان دون استثناء
غصة في القلب وأنت تنتقل بين كل رجبٍ قابع وراء القضبان وكل أنيسةٍ تحبطه وتقتل إرادته
رجب الذي بتوقيعٍ فقد كرامته بعدما أنهكه فقد أمه ومن قبلها حبيبته ليركن لأخته أنيسة والتي ودّ لو كانت كهفاً تلوذ بها إرادته وعزيمته لكنها كانت معولاً يضرب ماتبقى من جذور عزمه ..
رجب المنهك وهو يروي غيضاً مما عاناه هو والكثيرين في هذه السجون من تعذيبٍ وامتهانٍ لإنسانيتهم بأسلوبٍ أقل مايوصف به بأنه وحشي يستحيل أن يتصوره الخيال فكيف بالعقل 
الانتقال سلسٍ مابين رواية رجب وأنيسة رغم البون الشاسع في زاوية التبئير ووجهتيّ النظر ماهو ألا دليل على قدرة منيف الروائية والسردية فتتجرع ألم رجب وعذاباته وتمتعض من خوف أنيسة وانكسارها ومن لعنة الاستقرار التي تكررها كأسطوانة مشروخة في مسمع رجب فكانت أشد وطأه من جلاديه والذين مهما تفننوا في تعذيبه لم يكسروا عزيمته كما فعلت أنيسة 
مؤلمة محبطة منهكة للروح وأنا أنهيها وأقلب آخر صفحاتها ولكنها تظل شيئاً بسيط مما تواريه الأسوار والقضبان 
فرج الله عن جميع المعتقلين 😔