السبت، 19 يوليو 2014

ورقة توت


بيننا وبين الطين نفخةٌ وكلمةٌ ، تتكورُ بها سبعٓ دياجٍ ، ترسمُ طريقاً متعرجاً ، تفصله ساعاتٌ عجاف عن برقةِ ضوءٍ وبكاءٍ ، المرةُ اليتيمةُ التي لا تُذمُ فيها لعُريك ، تُنتزعُ منك ورقة توتك لتوهب أخرى لاتريد أن تتوارى خلفها 

تُغرغرُ الهواءَ بضيقٍ ، ومضمضةَ ضياءً تَمرُ بين جفنيك المطبقين بشدةٍ تحاول تكذيب هذا الحلم الذي ينهرق بك فتقع على وجهك في قاعِ ذاكرتك التي لم تحوِ صوراً إلا بالأحمر ، منذ تلك اللحظة كانت الألوان معضلتك ولازالت ، جميع محاولاتك التي تكللت بالفشل كنت تمزج لوناً بأخر فيتخضب خدك الأسيل بقرمزٍ كنت تظنه يسر الناظرين ، الكثبان التي أطلت الوقوف عليها تحسبها أعرافاً كانت محضَ جيفٍ أُمر السيّافُ بقطع نزاع القوم فرصفت طريقاً للسالكين وللواهمين أمثالك ، عينك التي تُغمضها كلما لثمتها الشمس بقبلةٍ تفتش جوفك الأجوف إلا من الفحم والنار يتقدُ بإضرامٍ مقيت ، تشيح بوجهك عن جوفك تنشغل بخدك الذي لا يميزه سوى لونه الدامي تمسكُ المشرط تحاول جدع أنفك ، للتو تنبهت بأنه طويلٌ جداً تحاول نزعه لعل الناتج يختلف ، تُصبر جزعك دقائق ويختلف كل شيءٍ .. تحاول و تحاول لكن بإرادتك هذه المرة تتوارى خلف ورقة التوت وتصمت .... 


الأربعاء، 16 يوليو 2014

مريم ل حسين المحروس

بإزاحة بصرية يزيح #حسين_المحروس أعيننا عن بطلة سيرته #مريم لينقل نظرنا للمكان الذي يؤطر فيه رؤيته 
حيّ (فريق) النعيّم بسكانه برائحة الطين الممزوج بالعرق المطيب بالحناء و وبنسوته اللاتي يتناقلنا ذاكرته كسيرةٍ عطرة ، صور نقلها لنا المحروس بحرفية عدسته ودقتها المتناهية لينقل حواسنا من هنا لدهاليز وطنٍ تُتمتم الشفاه بذكراه كبسملةٍ 
قد تُرى بأنها نصوصٌ منفصلة لكنها ليست كذلك فهو لم يكن يرصد لنا مريماته بقدر ما كان يرسم لنا الطريق الذي كن يسرنا فيه والجدران التي اتكأنا عليها واتكأت عليها الذاكرة فتشعر بازدواجيته مابين عدسة الفوتوغرافي وعينه ومابين قلم الروائي وسرده وهذه الازدواجية أولدت هذه الروعة #مريم لتُقرأ الصورة بشكلٍ مغاير عن المعتاد
أثناء قراءته كانت تخطر في بالي دائماً شذرات من ديوان #لمس للرائعة #سوسن_دهنيم فكلاهما لم يعتمدا العزف على وتر الدهشة بل اعتمدا على وتر أكثر شفافية وأكثر وقعاً في النفوس وتر المشاعر التي يجرفها الحنين لزوايا أصبحت أثر 
فزخم الشعور والأحاسيس المفصل والمحرك للأحداث في #مريم هذا لا يقلل من ومضات الدهشة في انعطافاتها وأن لم يرتكز عليها المحروس في سرده مخالفاً لآليات الكتابة السردية فلم يبني هذه السيرة كعادة الروايات من تدرج في الأحداث ورسم الشخصيات و و آلخ .... فالمكان هو البطل لا ينمو ولا يتحرك بل يلملم الشخوص في جنباته ويدثرها برائحته لعل كل من يقرأها يستعيد ذاكرة كانت مضمحلة لديه 
فمابين ساحلي الشرقية وتشابهة ارتكازاتها ومنعطفاتها تكمن دفء كلمات #مريم وعبق أصالتها الحياة الهادئة وحاجياتها البسيطة كما عبر عنها "قليلٌ من الحاجيات وكثيرٌ من الحياة" في بيوتٍ "الصوتُ عن ألف صورة" لتكون دفتي #مريم نخلة شماء تغرس في الذاكرة و "النخيل أكبر من التوقعات"

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

قرار

تُخيف الطير أمنياتي 
فلا يَأكل من رأسي 
وطنٌ ارتديه 
يقد فؤادي
كل ما حاربت شيئاً 
وجدته ذاتي
أنا الشجرة اليابسة بلا ثمرٍ
كسرت ذواتي
وتنكرت لها 
لأصنع فأساً
يكون في يوماً
حياتي


الجمعة، 11 يوليو 2014

رواية قواعد العشق الأربعون ل آليف شافاق

ترغمك بعض الحكايا اهراق نبيذك كي تسكب نبيذها الخاص لتتلذذ بكلماتها لتملأ رئاتيك بشيء لا يشبه هواء بل يشبه السُكر كان هذا شعوري وأنا اقرأ #قواعد_العشق_الأربعون ل #آليف_شافاق أجلستني على رداء راقصاً صوفي ودارت بي أربعين دورة في كل دورة تلقمني ملعقة عسل مدسوس به القليل من العلقم المر 
ليس مايميز هذه الرواية هي الأحداث ولا الحبكة ولا حتى اتفاقك على صحة كل ماتنقله لكنها الروحانية العالية التي تشدك للسماء للتعلق بمزنة متخمة بالسكينة لتمطرك عليك شيئاً من سكينتها ووقارها الصورة التي لا تبدو كما تُرى فانعكاس بعض الصور لا يشبه الحقيقة الدين لا يحصر في العبادة ولا في مكان بل في يقين ساكنيه هذه هي الرسالة التي تعزف لحنها القواعد الأربعون ويرقص على نغمها الصوفي 
#شافاق كانت تبرر للصوفية إيماناً منها بهذا المنحى لعل البعض يستهجن هذا لكنني أراها تهتم بروحانية الصوفية وتتعلق بها لتصل للسلام الداخلي الذي ينشده كل من في وجود ابتداءاً من جلال الدين الرومي وصولاً لإيلا ورحلتها مع الكفر الحلو الذي قلب كيانها لترحل محاولة التصالح مع ذاتها لمرة واحدة فقط


الخميس، 3 يوليو 2014

رواية حجر الصبر ل عتيق رحيمي

مونولوجٌ طويل على لسانٍ امرأة تعيش في دوامة ، الغرفة التي أصبحت قاعة محاكمة للزمن ،للمجتمع ، للوضع الراهن بأكمله لبلدٍ لم يذق الهناء منذ أمداً بعيد ويعيش على فوهة بركانٍ نشط لابد له من الانفجار 
صوت الآذان ، السجادة ، المصحف ، الريشة ، المسبحة قهار قهار قهار كل هذه التفاصيل اعتنى بها #عتيق_رحيمي في رسم أحداث روايته #حجر_الصبر واختزلها في مكانٍ واحدٍ ليوصل لنا مدى فظاعة وضع النساء في بلد تحكمه الذكورة الأنثى التي لا تجد والداً يعُزها ولا زوجاً يضمها ولا يحتويها تظل ترضي الجميع باستثناء ذاتها تدخل في مصارحة مع زوجها الذي عاد بعد غياب في حمل السلاح مقعداً ليطالبها الجميع بحمله على كاهلها
ماهذه المرأة ألا نموذجاً يتكرر هنا أو في أفغانستان لكنه هناك يكون أكثر قسوة ومرارة مع الوضع المتأزم 
هذا المونولوج ماهو ألا نافذة لنلقي نظرة على أنماط التفكير لدى المجتمع الأفغان حيث الضغط قد ولد الحكمة على لسان امرأة بسيطة جلست تحاكم نفسها ومن حولها 
هذا النص يصلح لنصٍ مسرحي كما صلح لنصٍ سينمائي فالأحداث حيكت بحبكة لا تشعرك بالملل رغم أنك لم تغادر المكان فأنت لازلت في ذات الغرفة بدورة المسبحة التي تدور بتكرارٍ رتيب لكنها في آخر المطاف انتهت بشيء لم يكن متوقع