الأحد، 25 مايو 2014

رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد السعداوي

هو نصٌ حيك بحبكةٍ سينمائية واقعيٌ رمزيٌ فانتازيٌ برواةٍ متعددين كلٌّ يروي الحكاية بوجهة نظره لتبدو لنا الصور ثلاثية الأبعاد تعكس الحقيقة ولربما تموهها وما "فرانكشتاين" أو " الشسمه" أو "الذي لا اسم له" هو الرابط -بطريقة ما- لهذه الأحداث
أسس #أحمد_السعداوي روايته #فرانكشتاين_في_بغداد بنصيين متباينين لكنهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض
الأول سردٌ واقعي يتناول فيه الوضع في العراق منذ دخول القوات الأمريكية عام 2003 حتى الآن ، الأوضاع المعيشية الصعبة المترذية اقتصادياً المتضعضعة أمنياً من انتشار للارهابيين والمتطرفين مع القوات الأمريكية 
العراق الذي منذ نعومة أظافره متعوداً على رائحة الموت والدماء يلتحف برائحة البارود و هزيم التفجيرات في كل زاوية ، الأرض التي تعبت ولم تذق طعم الراحة ، فالقهر والفقر والاستغلال هي السمة الأبرز في هذا السرد 
أما السرد الثاني فهو سردٌ يعتمد على الفانتازي بشخصية استمدها السعداوي من رواية ماري شيلي "فرانكشتاين" فاسقط ظل هذه الشخصية على بطله لكن بصورة مغايرة لفرانكشتاين شيلي
فالشسمه هنا هو المخلص الذي تتطلع له جميع الشعوب منذ الأزل ففكرة المخلص موجودة في جميع الرسالات السماوية وغيرها كي تزرع الأمل في القلوب المتعبة لكن هذه القلوب حين يبلغ سيلها الزبى من اليأس والانهاك وطول الطريق تتعلق بأي قشة حتى لو قصمت ظهرها
"الشسمه" والذي جمع أشلائه هادي العتاگ من أجزاء ضحايا لم يكترث وهو يجمعها لانتمائها سواء كان شيعياً أم سنياً أو كردياً أم صابئياً أم غير ذلك ليجمع أشلاء العراق بجمع أشلاء ضحاياه ليرسل لنا رسالة مغزاها : كلنا مخلصون وكلنا ضحايا فالشسمه هو المخلص وهو المنتقم الثائر وللثأر في الثقافة العراقية جذور ضاربة من الشيعة وثأر الحسين ومن القبائلية التي لازالت تتواجد في كثير من القبائل البدوية 
فهو العراق بتناقضاته بنسيجه المتعدد المتباين الألوان بكل أطيافه التي قد نعرفها وقد لا نعرفها هو العراق الناقم الغاضب للوضع الذي ينساق له ذوي السلطة هو صرخةٌ مكبوتةٌ لأنها اعتادت منذ زمنٍ سحيق على الصمت والخنوع فتشوهت ملامحه من القهر للكبت فأضحى مسخاً لكن السعداوي أرادها لمرة لو تتمرد وتطلق العنان لنفسها . 

ليست هناك تعليقات: