الأحد، 2 نوفمبر 2014

شرفة ....


الليل شرفتها الوحيدة ..
 لتطل عليك ..
تنظر قميص اسئلتها الذي ضاق من طين بعدك وتمدده ..
تقُد أزرار وجعها ..
 تُخفض ياقة شوقها ..
 كل ذلك بلا اكتراث بالتي تطل عليك
 تصقل عليائها لك خاتماً
كلما لوحت لها بأوراقك الخريفية 
تجفل من قدوم الشتاء فهي اعتادتك معطفها ..
 كيف يقدم وأنت تميل محورها فلا انقلاب يمر عليها ولا اعتدال
كلما شدت رحالها لأسبابك تعيقها نيازك جفاءك وطين بعدك الذي تنفضه من كفيها المخضبتين بالحسرة 
الحسرة التي اعتادت ارتشافها كل صباح 
تذيب بها ملعقتين من الدمع ولربما تجرعتها بلا شيء
لكنها تظل تطل من شرفتها
تحيك لك قميصاً جديداً
لعله هذه المرة يليقُ بطينك
فلا يتمزق .....  
 

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

📝 رواية عازف الجيتار العجوز/مظاهر اللاجامي


بين المتن والهامش ينتصر #مظاهر_اللاجامي للمهمشين بجعلهم متناً لروايته بداية غلاف الرواية واسمها لم يكن اختيار هذه الثيمة ورمزيتها عبثياً كما هي أحداث الرواية وشخوصها المتناقضين مع مجتمعهم ، المتناقضين مع ذواتهم الجالسين على هامش الوطن فهم يجتمعون في ثيمة واحدة الكأبة والحزن والنبذ والعزلة كما هو عازف بيكاسو  لكلٍ منهم سبب يناقض الآخر لكنهم في الأخير يتقاسمون التهميش في مدينة تتسربل بالأزرق كوشاحٍ أُلبست إياه عنوةً ومن ثم تدثرت وتمسكت به بحكم العادة ، وحيد رحمان كان هو بطل #عازف_الجيتار_العجوز بنقمته ومقته للمجتمع لنفسه لولادته لوالده لزواجه لزوجته و لأولاده نهاية بعشقه لسارة الاسرائيلية كل هذا كان عبأً يحاول وحيد التخفف منه وتبريره بشتى الطرق
كنت في كل منحنى من الرواية  أشعر بعبارة تتردد في رأسي هي "مقاسات وبعد الصورة في المرآة غير حقيقية " هذه العبارة التي تذييل بها مرايا السيارات هي المفصل في هذه الرواية فالشخوص ليسوا كما يدعون والمجتمع الذي يعيشون فيه ليس كما يصور 
وكعادة اللاجامي يثير جدل عميق حول ماهية الهويات / القناعات / المبادئ بين الذات والواقع أحقاً هي كما نقول ونردد ؟! 
لعل أكثر شيء ازعجني في هذه الرواية هو الاسهاب في بعض المشاهد التي كان من الممكن تقليص مساحتها أنا لا أطلب من العمل الأدبي أن يكون أخلاقياً فهو غير ملزم بذلك لكنه كان يستطيع أن يقلل هذه المشاهد ولربما كان لها غاية لدى الكاتب غفلت عنها 
الرواية تطرح عدة أيدلوجيات مختلفة تتصارع فيما بينها لم يتحيز اللاجامي لجهة ما جعلهم كلهم بحد سواء كي لا يتهم بأنه يسوق لأفكاره  لكنه استطاع تسليط الضوء على  المهمشين فجعل حيواتهم الحدث الأهم بجانب الزمان (2011) فجعل شهادة المحيشي منعطف في الرواية يحيلنا لنهاية مفتوحة ولم يكن هو الحدث الأبرز 
كانت هذه الرواية محاولة للانتصار للمهمشين وقد أصابته وأن مالت قليلاً عنه 

السبت، 9 أغسطس 2014

رواية التنور غيمة لباب البحرين / فريد رمضان

الرائحة ترسم كينونة المكان بأطوارها طحينٌ عجينٌ خبزٌ مختلطٌ برائحة العرق والتعب تعانقه رائحة البحر من جهةٍ والنخيل من الجهة الأُخرى
من تلامس أصابعك الغلاف تستنشق عبق الروائح حتى تلسعك حرارة #التنور في وسطه
#فريد_رمضان يؤطر المكان وهوياته في تنوره وعلى نارٍ هادئة تتقاسمها فصولٌ ثلاثة : وحده لا يضيء / وحدهما لا يضيئان / وحدهم لا يضيئون 
في الجزيرة الصغيرة والتي تحوي تباينات في الأعراق والهويات والثقافات تحصنها تعويذة البحرين بمرجيه من كل ناحية ، رمضان الذي قبض على حقبة تاريخية وطوعها في يديه بلغة شعرية وحبكة سردية فريدة من نوعها كان يقف على ناصية قلمه متأرجحاً بين الراوي والمؤرخ باحترافاً جميل مازجاً بين السرد الواقعي والفانتازيا 
عبد الله بأبنائه وغربتهم هم نواة بلداً كامل تلاقت فيه شتى الوجوه والألسن وانسجمت حتى تلاشت فروقاتها فكل بلد يستعصي على الأصالة والعرق النقي كلنا نلتقي في مكان ونستوطنه و هو بدوره يستوطن قلوبنا كانت المشاعر في هذه الرواية هي من تضرم نار #التنور قبل أن يضرمه الحطب البعد والانتظار واليأس والأمل الخوف والترقب مشاعر متضاربة مع بعضها تضرم تنور الحياة 
لم يحدد رمضان المكان والزمان بدقة ولم يسرد الأحداث بوقعٍ منتظم بل حاكه بومضاتٍ تتخلها الدهشة تاركاً للقارئ مساحة تملأها ذاكرته ولربما يملأها الفضول في البحث والتقصي 
كان يكتب فريد رمضان بعيداً عن النزعات الشخصية أو المذهبية فلم تكن كتابته للميل أو الانتصار لجماعة دون أخرى بل كان انتصاره للمكان برائحة طينه المتغلغلة بين الروح والجسد 


السبت، 19 يوليو 2014

ورقة توت


بيننا وبين الطين نفخةٌ وكلمةٌ ، تتكورُ بها سبعٓ دياجٍ ، ترسمُ طريقاً متعرجاً ، تفصله ساعاتٌ عجاف عن برقةِ ضوءٍ وبكاءٍ ، المرةُ اليتيمةُ التي لا تُذمُ فيها لعُريك ، تُنتزعُ منك ورقة توتك لتوهب أخرى لاتريد أن تتوارى خلفها 

تُغرغرُ الهواءَ بضيقٍ ، ومضمضةَ ضياءً تَمرُ بين جفنيك المطبقين بشدةٍ تحاول تكذيب هذا الحلم الذي ينهرق بك فتقع على وجهك في قاعِ ذاكرتك التي لم تحوِ صوراً إلا بالأحمر ، منذ تلك اللحظة كانت الألوان معضلتك ولازالت ، جميع محاولاتك التي تكللت بالفشل كنت تمزج لوناً بأخر فيتخضب خدك الأسيل بقرمزٍ كنت تظنه يسر الناظرين ، الكثبان التي أطلت الوقوف عليها تحسبها أعرافاً كانت محضَ جيفٍ أُمر السيّافُ بقطع نزاع القوم فرصفت طريقاً للسالكين وللواهمين أمثالك ، عينك التي تُغمضها كلما لثمتها الشمس بقبلةٍ تفتش جوفك الأجوف إلا من الفحم والنار يتقدُ بإضرامٍ مقيت ، تشيح بوجهك عن جوفك تنشغل بخدك الذي لا يميزه سوى لونه الدامي تمسكُ المشرط تحاول جدع أنفك ، للتو تنبهت بأنه طويلٌ جداً تحاول نزعه لعل الناتج يختلف ، تُصبر جزعك دقائق ويختلف كل شيءٍ .. تحاول و تحاول لكن بإرادتك هذه المرة تتوارى خلف ورقة التوت وتصمت .... 


الأربعاء، 16 يوليو 2014

مريم ل حسين المحروس

بإزاحة بصرية يزيح #حسين_المحروس أعيننا عن بطلة سيرته #مريم لينقل نظرنا للمكان الذي يؤطر فيه رؤيته 
حيّ (فريق) النعيّم بسكانه برائحة الطين الممزوج بالعرق المطيب بالحناء و وبنسوته اللاتي يتناقلنا ذاكرته كسيرةٍ عطرة ، صور نقلها لنا المحروس بحرفية عدسته ودقتها المتناهية لينقل حواسنا من هنا لدهاليز وطنٍ تُتمتم الشفاه بذكراه كبسملةٍ 
قد تُرى بأنها نصوصٌ منفصلة لكنها ليست كذلك فهو لم يكن يرصد لنا مريماته بقدر ما كان يرسم لنا الطريق الذي كن يسرنا فيه والجدران التي اتكأنا عليها واتكأت عليها الذاكرة فتشعر بازدواجيته مابين عدسة الفوتوغرافي وعينه ومابين قلم الروائي وسرده وهذه الازدواجية أولدت هذه الروعة #مريم لتُقرأ الصورة بشكلٍ مغاير عن المعتاد
أثناء قراءته كانت تخطر في بالي دائماً شذرات من ديوان #لمس للرائعة #سوسن_دهنيم فكلاهما لم يعتمدا العزف على وتر الدهشة بل اعتمدا على وتر أكثر شفافية وأكثر وقعاً في النفوس وتر المشاعر التي يجرفها الحنين لزوايا أصبحت أثر 
فزخم الشعور والأحاسيس المفصل والمحرك للأحداث في #مريم هذا لا يقلل من ومضات الدهشة في انعطافاتها وأن لم يرتكز عليها المحروس في سرده مخالفاً لآليات الكتابة السردية فلم يبني هذه السيرة كعادة الروايات من تدرج في الأحداث ورسم الشخصيات و و آلخ .... فالمكان هو البطل لا ينمو ولا يتحرك بل يلملم الشخوص في جنباته ويدثرها برائحته لعل كل من يقرأها يستعيد ذاكرة كانت مضمحلة لديه 
فمابين ساحلي الشرقية وتشابهة ارتكازاتها ومنعطفاتها تكمن دفء كلمات #مريم وعبق أصالتها الحياة الهادئة وحاجياتها البسيطة كما عبر عنها "قليلٌ من الحاجيات وكثيرٌ من الحياة" في بيوتٍ "الصوتُ عن ألف صورة" لتكون دفتي #مريم نخلة شماء تغرس في الذاكرة و "النخيل أكبر من التوقعات"

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

قرار

تُخيف الطير أمنياتي 
فلا يَأكل من رأسي 
وطنٌ ارتديه 
يقد فؤادي
كل ما حاربت شيئاً 
وجدته ذاتي
أنا الشجرة اليابسة بلا ثمرٍ
كسرت ذواتي
وتنكرت لها 
لأصنع فأساً
يكون في يوماً
حياتي


الجمعة، 11 يوليو 2014

رواية قواعد العشق الأربعون ل آليف شافاق

ترغمك بعض الحكايا اهراق نبيذك كي تسكب نبيذها الخاص لتتلذذ بكلماتها لتملأ رئاتيك بشيء لا يشبه هواء بل يشبه السُكر كان هذا شعوري وأنا اقرأ #قواعد_العشق_الأربعون ل #آليف_شافاق أجلستني على رداء راقصاً صوفي ودارت بي أربعين دورة في كل دورة تلقمني ملعقة عسل مدسوس به القليل من العلقم المر 
ليس مايميز هذه الرواية هي الأحداث ولا الحبكة ولا حتى اتفاقك على صحة كل ماتنقله لكنها الروحانية العالية التي تشدك للسماء للتعلق بمزنة متخمة بالسكينة لتمطرك عليك شيئاً من سكينتها ووقارها الصورة التي لا تبدو كما تُرى فانعكاس بعض الصور لا يشبه الحقيقة الدين لا يحصر في العبادة ولا في مكان بل في يقين ساكنيه هذه هي الرسالة التي تعزف لحنها القواعد الأربعون ويرقص على نغمها الصوفي 
#شافاق كانت تبرر للصوفية إيماناً منها بهذا المنحى لعل البعض يستهجن هذا لكنني أراها تهتم بروحانية الصوفية وتتعلق بها لتصل للسلام الداخلي الذي ينشده كل من في وجود ابتداءاً من جلال الدين الرومي وصولاً لإيلا ورحلتها مع الكفر الحلو الذي قلب كيانها لترحل محاولة التصالح مع ذاتها لمرة واحدة فقط


الخميس، 3 يوليو 2014

رواية حجر الصبر ل عتيق رحيمي

مونولوجٌ طويل على لسانٍ امرأة تعيش في دوامة ، الغرفة التي أصبحت قاعة محاكمة للزمن ،للمجتمع ، للوضع الراهن بأكمله لبلدٍ لم يذق الهناء منذ أمداً بعيد ويعيش على فوهة بركانٍ نشط لابد له من الانفجار 
صوت الآذان ، السجادة ، المصحف ، الريشة ، المسبحة قهار قهار قهار كل هذه التفاصيل اعتنى بها #عتيق_رحيمي في رسم أحداث روايته #حجر_الصبر واختزلها في مكانٍ واحدٍ ليوصل لنا مدى فظاعة وضع النساء في بلد تحكمه الذكورة الأنثى التي لا تجد والداً يعُزها ولا زوجاً يضمها ولا يحتويها تظل ترضي الجميع باستثناء ذاتها تدخل في مصارحة مع زوجها الذي عاد بعد غياب في حمل السلاح مقعداً ليطالبها الجميع بحمله على كاهلها
ماهذه المرأة ألا نموذجاً يتكرر هنا أو في أفغانستان لكنه هناك يكون أكثر قسوة ومرارة مع الوضع المتأزم 
هذا المونولوج ماهو ألا نافذة لنلقي نظرة على أنماط التفكير لدى المجتمع الأفغان حيث الضغط قد ولد الحكمة على لسان امرأة بسيطة جلست تحاكم نفسها ومن حولها 
هذا النص يصلح لنصٍ مسرحي كما صلح لنصٍ سينمائي فالأحداث حيكت بحبكة لا تشعرك بالملل رغم أنك لم تغادر المكان فأنت لازلت في ذات الغرفة بدورة المسبحة التي تدور بتكرارٍ رتيب لكنها في آخر المطاف انتهت بشيء لم يكن متوقع 

الأربعاء، 18 يونيو 2014

رواية الآن .. هنا لعبد الرحمن منيف

بنفسٍ سرديٍ واحدٍ يكتب #عبدالرحمن_منيف روايتيه #شرق_المتوسط و #الآن_هنا
منيف الذي اكتفى في شرق المتوسط بالعموميات ولم يخض أسبار السجون وأوجاعها ألا مضمضه بعد مرور سنين عجاف على كتابته ل#شرق_المتوسط يعيد الكرة في #الآن_هنا بتفاصيل أكثر ألم ووجع
فبين طالع العريفي وعادل الخالدي وذكرياتهما ينقل منيف بشاعة السجون في بلداننا التي تعاني من التخمة النفطية والأنيميا الإنسانية السجون التي مسخت السجين لبقايا كيان والسجان لوحشٍ كاسر و لازالت تمارس 
الدور نفسه حتى بعد مرور ثلاثة وعشرين عاماً على كتابة هذه الرواية وكأنها كتبت بالأمس القريب 
السجون التي تتنقل فيها الرواية (العبيد/السجن المركزي/ العفير) مأساة بكل معنى الكلمة لكن أكثر مكان استوقفني كان العبيد بسردابه المخيف ظللت أتخيل فصول التعذيب فترة طويلة مما جعلني أبحث عن وجود مثل هذا السجن لأتفاجأ بوجوده في الهفوف حيث كان مخصصاً لتأديب العبيد الخارجة عن الطاعة الملك ومن ثم تحول لسجنٍ خاص بالسياسيين 
حيث سجن فيه فترة من الزمن المعارض #ناصر_السعيد 
أسلوب منيف في روايتيه يشابه الروائي السوري #حنا_مينه من ناحية اختيار فضاء الرواية و الصفات العامة للشخوص كي تصلح لأيِّ زمان ومكان ليقول لنا أن هذه السجون بسجانيها ومساجينها الممتدة على طول ساحل شرق المتوسط متشابه تماماً لكنها بأسماءٍ متغيرة فقط
أساليب التعذيب والاستفزاز والإهانة جعلتني اشعر بالمرارة وطوال قراءتي لها كانت موسيقى مسلسل الشهير أخوة التراب للمخرج نجدت أنزور تعزف في أذني لعله لتشابه أساليب الإهانة والتعذيب بينهما 
تحمل الرواية في طياتها كم هائل من التساؤلات وتلويحاتاً بسيطة لإجابات نهايتها أسئلة هي الدائرة المستحيلة التي ندور في فراغها دون جدوى نحن نطرح الأسئلة نعرف الإجابة لكننا لا نتمتع بالجرأة لنقولها
منيف كان يكتب نزفاً ووجع مع كل صرخة اطلقها طالع "آآآآخ .. يمه .. آآآآخ .. يمه" لعلها تصل رسالته ولو بعد حين ...


الثلاثاء، 3 يونيو 2014

حبيب المعاتيق


في غفلةٍ
باغتك المشيبُ وباغتنا غيابُك
لنحذو بحذاءِ الحزن
علَّ بخطونا ندنو لخطوك
ويسيل من القلم معينٌ
عسى سيله يرقى لوجدك
ففي حبي عليٍّ فاض معينك
ولغير الحق ماكان صوتك
ولهامةِ حبيبٍ آلفٰ تحيةً
وأن باعدتها عنا قضبان سجنك


الخميس، 29 مايو 2014

مصير

عنقُهُ الغضُ لا يحتاجُ لمقصلةٍ
تكفي رياحّ عاتية
يتناثر زهرُه 
يعبق ريحُه
ويظلُ أنفُهُ
شامخاً
...
أما أنتم
فعيونكم زجاجٌ
وقلوبكم غلفٌ
وذكركم دخانٌ
... 
ونحن
بخوفٍ
ننتظر ريحاً 
بفارغ الصبر
لننفجر 
....


الأحد، 25 مايو 2014

تفاهة

دوماً تثقل رأسي أفكارٌ حمقاء 
اهزه
ارجه
أحاول اسقاطها
لكنها ثمرة لم تنضج تتمسك بفرعها
وحالما تنضج 
تضج من تفاهته 
وتفضل السقوط 

رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد السعداوي

هو نصٌ حيك بحبكةٍ سينمائية واقعيٌ رمزيٌ فانتازيٌ برواةٍ متعددين كلٌّ يروي الحكاية بوجهة نظره لتبدو لنا الصور ثلاثية الأبعاد تعكس الحقيقة ولربما تموهها وما "فرانكشتاين" أو " الشسمه" أو "الذي لا اسم له" هو الرابط -بطريقة ما- لهذه الأحداث
أسس #أحمد_السعداوي روايته #فرانكشتاين_في_بغداد بنصيين متباينين لكنهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض
الأول سردٌ واقعي يتناول فيه الوضع في العراق منذ دخول القوات الأمريكية عام 2003 حتى الآن ، الأوضاع المعيشية الصعبة المترذية اقتصادياً المتضعضعة أمنياً من انتشار للارهابيين والمتطرفين مع القوات الأمريكية 
العراق الذي منذ نعومة أظافره متعوداً على رائحة الموت والدماء يلتحف برائحة البارود و هزيم التفجيرات في كل زاوية ، الأرض التي تعبت ولم تذق طعم الراحة ، فالقهر والفقر والاستغلال هي السمة الأبرز في هذا السرد 
أما السرد الثاني فهو سردٌ يعتمد على الفانتازي بشخصية استمدها السعداوي من رواية ماري شيلي "فرانكشتاين" فاسقط ظل هذه الشخصية على بطله لكن بصورة مغايرة لفرانكشتاين شيلي
فالشسمه هنا هو المخلص الذي تتطلع له جميع الشعوب منذ الأزل ففكرة المخلص موجودة في جميع الرسالات السماوية وغيرها كي تزرع الأمل في القلوب المتعبة لكن هذه القلوب حين يبلغ سيلها الزبى من اليأس والانهاك وطول الطريق تتعلق بأي قشة حتى لو قصمت ظهرها
"الشسمه" والذي جمع أشلائه هادي العتاگ من أجزاء ضحايا لم يكترث وهو يجمعها لانتمائها سواء كان شيعياً أم سنياً أو كردياً أم صابئياً أم غير ذلك ليجمع أشلاء العراق بجمع أشلاء ضحاياه ليرسل لنا رسالة مغزاها : كلنا مخلصون وكلنا ضحايا فالشسمه هو المخلص وهو المنتقم الثائر وللثأر في الثقافة العراقية جذور ضاربة من الشيعة وثأر الحسين ومن القبائلية التي لازالت تتواجد في كثير من القبائل البدوية 
فهو العراق بتناقضاته بنسيجه المتعدد المتباين الألوان بكل أطيافه التي قد نعرفها وقد لا نعرفها هو العراق الناقم الغاضب للوضع الذي ينساق له ذوي السلطة هو صرخةٌ مكبوتةٌ لأنها اعتادت منذ زمنٍ سحيق على الصمت والخنوع فتشوهت ملامحه من القهر للكبت فأضحى مسخاً لكن السعداوي أرادها لمرة لو تتمرد وتطلق العنان لنفسها . 

الأحد، 18 مايو 2014

فقد

الآن 
وأنت تقف بعيداً 
بعيداً جداً
اخلع عينيك
وارتدي وجع رحيلك الذي ينتحل فرحي 
يسرق وجهي
يطأ روحي
دون مبالاةٍ
مهما حاولت الامساك به 
لعليّ أقده 
لا يرتاب ليله السرمدي
كجرحك الذي يأبى الاندمال في صوتي
يرسم وجهي 
بنصفِ ملامحٍ
ونصفِ وصب 
يخط تضاريسه في مفارق شعري
بقلبٍ أبيضِ ووجهٍ نكدِ
ماكان عليك أن ترحل 
ماكان عليك
كان عليك أن تترك قلبي 
تتركه لي ...
------------
أكان لابد الآن أن ترحل
أكان محتم عليّ
أن أعتصر روحي بيدي 
كي أواري فجوة غيابك 
كي أعودها على الألم 
ماكنت أظنك سترحل عن قريب 
كنت تمنيني بمزيدٍ من الوقت والفرح
الفرح الذي وظبته بين حقائبك ورحلت به 
أيرضيك 
ألا أستطيع العزف 
أفقد نايّ 
أفقد صوتي
-----

الخميس، 15 مايو 2014

رواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف

"لا استطيع أن أروي سوى نصف الحكاية
الحكاية التي تعتمل في فمي
أعلكها مللاً وتعلكني نكداً 
كلتانا متعبتان من النظر
واستراق السمع 
لكنها لا تتعب من الثرثرة
بيد أني فقدت قدرتي على الكلام
منذ سلمتها مفاتيح كلامي"
شيماء علي
هي أنصاف الحكاية التي نسمعها ولربما لا تكون أنصافاً ، لربما تكون مضمضةً في فم الزمن يلفظها في وجوهنا لعلنا نستعيد وعينا وننظر بعين الحقيقة 
رواية #شرق_المتوسط ل #عبدالرحمن_منيف تعد من بدايات أدب السجون في العالم العربي تتناول واقع السجون السياسية الممتدة في بلدان العالم الثالث باحداثياتٍ مموهة لم تُحد بزمانٍ ولا مكانٍ إيماناً من منيف بأن أحداث هذه الرواية تصلح لتوصيف حال جميع هذه البلدان دون استثناء
غصة في القلب وأنت تنتقل بين كل رجبٍ قابع وراء القضبان وكل أنيسةٍ تحبطه وتقتل إرادته
رجب الذي بتوقيعٍ فقد كرامته بعدما أنهكه فقد أمه ومن قبلها حبيبته ليركن لأخته أنيسة والتي ودّ لو كانت كهفاً تلوذ بها إرادته وعزيمته لكنها كانت معولاً يضرب ماتبقى من جذور عزمه ..
رجب المنهك وهو يروي غيضاً مما عاناه هو والكثيرين في هذه السجون من تعذيبٍ وامتهانٍ لإنسانيتهم بأسلوبٍ أقل مايوصف به بأنه وحشي يستحيل أن يتصوره الخيال فكيف بالعقل 
الانتقال سلسٍ مابين رواية رجب وأنيسة رغم البون الشاسع في زاوية التبئير ووجهتيّ النظر ماهو ألا دليل على قدرة منيف الروائية والسردية فتتجرع ألم رجب وعذاباته وتمتعض من خوف أنيسة وانكسارها ومن لعنة الاستقرار التي تكررها كأسطوانة مشروخة في مسمع رجب فكانت أشد وطأه من جلاديه والذين مهما تفننوا في تعذيبه لم يكسروا عزيمته كما فعلت أنيسة 
مؤلمة محبطة منهكة للروح وأنا أنهيها وأقلب آخر صفحاتها ولكنها تظل شيئاً بسيط مما تواريه الأسوار والقضبان 
فرج الله عن جميع المعتقلين 😔


الثلاثاء، 29 أبريل 2014

لم تكن سوى رصاصة


حينما أوسد رأسه للتراب وتدثر بكفنه
لم يكن في باله 
أن تفيض دموعك من فيض دماءه
لم يكن ينوي أن يرحل ممتطياً وجهاً ليس وجهه
وراحلةً لم يخترها ولم تخطر على باله 
باله الذي كان أكثر ما يشغله 
القليل من الخضار
أقل منها من اللحم
دراجة مستعملة للصغير
و دمية حليقة يغطي الفراغ المستفحل في رأسها بخرقة بالية ملقاة عند صفيحة للمهملات 
أما أنت
لم تكن في باله
و لن تكون من ضمن حساباته بعدما توسد غبار المنية 
لكنه هو يشغل الفراغ الذي يستوحش في قلبك كلما سمعت دوي رصاص 
وأيقنت أنه لا يعنيك 
هو أيضاً ظن أنه لا يعنيه حتى رأى نفسه خضيباً كما الأفق 
صريعاً كما أنت 
وأنت تراه 
رغم أن الرصاصة لم تدنو منك

http://armeea.com/index.php?show=news&action=article&id=3805

الخميس، 10 أبريل 2014

رواية مغامرة حب في بلادٍ ممزقة لجين ساسون

أكثر مايظلم هذه الرواية عنوانها ف #مغامرة_حب_في_بلاد_ممزقة ليست مجرد رواية فقد حاكتها#جين_ساسون بحبكة مميزة فبتدأتها بأسلوب (الفلاش باك) استبقت فيها البداية بالحدث الأهم ومن ثم استحضرت البطلة قصتها منذُ كان عمرها عشر سنوات 
فكانت الفصول الأولى للرواية تحكي قصة جوانا العسكري التي ولدت من أمٍ كردية وأبٍ عربي مع هذا لم تشعر بعروبتها في بغداد مثلما ارتبطت بالسلمانية موطن أمها في كردستان ولعل السبب في ذلك انعدام التواصل مع والدها الذي كان أصماً 
تناولت في هذا القسم من الرواية تفاصيل للحياة اليومية في كردستان وفي بغداد فرصدت المعيشة من جميع نواحيها من لباس وطعام وعادات متوارثة وبينت الواقع الكردي المرير الذي عاناه الأكراد في ظل عدة حكومات عراقية كانت أو تركية أو سورية أو ايرانية
وبسبب هذا الظلم الذي طال الأكراد دون سبباً سوى العنصرية المقيتة تتمنى جوانا الارتباط بأحد جنود البشمركة إيماناً منها بقضية الأكراد والظلم الذي يرزحون تحته
ذكرت الأحداث تفاوت الأحوال المادية التي مرت بالشعب العراقي بسبب الحروب وتغيير الرؤساء حتى وصول صدام حسين والذي أنهك الشعب العراقي بجنونه وديكتاتوريته المقيتة 
وحروبه التي لا تنتهي معاناة أخيها في خنادق الحرب العراقية الايرانية ، ملاحقة نظام البعث لها لتنتمي للحزب ، هرب أخيها الأكبر لخارج العراق كي لا ينضم للحزب ومعاناته في السجن هو وزوج أختها دون سبب سوى إنهما كرديان والشك بانتماء أخيها لإحدى الأحزاب الكردية
الفصول الأخيرة كانت عبارة عن رصد لحياة #البشمركة ولمعاناتهم في ظل حكومة صدام حسين ولترجع تقص علينا مابتدأته المأساة وعلي المجيد (كيماوي) يلقي بغازاته السامة على القرى الكردية وخاصة حلبجة والتي استشهدت فيها خالة جوانا عائشة والكثير من سكان قريتها بلا ذنب اقترفوه غير إنهم أكراد لم ينصاعوا لهذا الديكتاتور أصابتها بالغازات حتى كادت تفقد بصرها مثلما فقدت جنينها وهربها مع زوجها من مكاناً لأخر ثم دخولهم للأراضي الايرانية معاناتهم هناك فالايرانيون لا يكنون الودّ للعراقيين بعد حربٍ أدمتهم ثمان سنواتٍ عجافٍ متواصلة دخولها لمخيمات اللاجئين الأكراد بحثاً عن خالتها قبل معرفتها باستشهادها ونهايةً ولادتها ابنها كوشا والذي بولادته تغيرت معادلة لجوانا لتقرر مع زوجها الهرب للندن ومعاناتهما في مطار دمشق قبل استقرارهما في بريطانيا أخيراً
الجانب العاطفي في الرواية وهي قصة حب جوانا لزوجها شارباست كانت تفاصيلها بالنسبة لي مملة جداً وأضاعت وقتي
لكن مايغفر لها هذا الزخم الإنساني الذي عشته مع معاناة التي تمر بالشعوب بسبب الحروب رصدها لتاريخ العراق منذ عام 1972 حتى هربهما للندن بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية 
لقد أوصلت بجدارة شعور العزل والنبذ والظلم الذي طال الأكراد هو عزلة للإنسانية والوطن والهوية فكل بلادٍ لابد من وجود عنصرية ضد مجموعة ما تعاني الأمرين بلا سبب سوى تفردها وانتماءها في ظل عقليات تقصي المختلف عنها رغم أن الكاتبة حاولت ادخال رأيها ولم تلتزم بالحيادية في كثير من المواضع 
لكني أدين لهذه الرواية تعريفي بتاريخ الأكراد في العراق مثلما أدين ل#خالد_حسيني في #عداء_الطائرة_الورقية تعرفي لأوضاع أفغانستان من (الباشتون-السنة) و(الهزاره-الشيعة) قبل طالبان حتى وصولهم لدفة الحكم 
رواية جميلة استمتعت بها رغم ثغراتها التي كان من الممكن تلافيها في الكثير من المواضع لو ألتزم الكاتبة بمهنية الكتابة . 

الخميس، 3 أبريل 2014

عينٌ في إصبع نصوص شعرية لعلي عاشور

بعنوانٍ مربك يبدأ #علي_عاشور رحلته #عينٌ_في_إصبع محاولاً لقلب المفاهيم والمسلمات وإزاحتها من كينونتها المعتادة للنظر لها من الخلف .. فكانت ومضاته وشذراته إضاءة للعين لتبصر أو تعيد النظر فيما تبصر .. لعل البصر ينقلب خاسئاً وهو حسير ابتداءاً من إهداءه 
" مساحة السؤال هنا لا تحتمل الإجابة
اخلع نعل الحلول ولا تطرق الباب 
استأذن قلبك .. واغرق"
و حتى آخر نفس
"تنتظر الشمس يوماً ..
يشرق الإنسان عليها متجرداً من
الجهات .. "
هو الغرق بملء الإرادة في القلق المتولد من أسئلةٍ ليس لها أجوبة أو إجاباتها باهظة الثمن 
باختزالٍ لغوي وتكثيفٍ صوري وفق فيه أحياناً وخذله أحياناً أخرى 
متكأً على نصوص مفتوحة تتراوح بين التضاد والسخرية تاركاً للقارئ مساحة يتجول فيها بحرية ليتممها أو يؤدلجها مثلما يريد 
خصص عاشور جزءً للمثيولوجيا لتحضر بين نصوصه محاولاً اسقاطها على الواقع 
رغم أن بعض الرموز الميثولوجية كانت أسماء فقط دون إشارة واضحة أو تكثيف للرؤية المجازية
للقصص الفلكورية حضور أيضاً بين نصوصه محاولاً بناء جسراً مغايراً والذي اعتاد القارئ ارتياده لهذه القصة أو تلك
بعض الأفكار والصور محتشدة في رأس القلم أجبرته على تكرارها مما جعلها تفقد دهشتها للمتلقي والذي اصطدم بها في ومضة سابقة
هي الصرخة ّالمتمردة التي تعتلي نبرتها كلما تعمقت بقراءة هذه النصوص 
هي العين التي تحاول النظر بشكل مغاير فيواجهها المخرز أو الإصبع لكنها هذه المرة ومن باب التغير هي من واجهته

الجمعة، 21 مارس 2014

بقية الطين

أسند رأسي على كتف السماء
وأناجيك يا الله 
اختنق ببقايا طيني 
ودمعي منحنٍ يأبى السقوط
وأنت !!
لم تمد لي منديلاً


كانت محاولة أولى لي
أن أُسمعَك صوتي 
لكن أحد أوتاري مشدودةٌ بشكلٍ مفرط 
فضاع صوتي 
ولم تطرق مناجاتي أي باب


كنت ألقي نظري للبعيد 
لعلّي أرى مسقط دمعي
ومدفنه
هنالك على طرف التراب 
فتى نسي كرته عند المغيب
أخافته الظلال 
فتوسد الماء
عساه يُلهيها
فتبتعد عنه 
أو تنساه


نحن المخلوقين من بقايا طينة الفضائل
أصواتنا لا تصل السماء 
ولا تتعدى حناجرنا 
تظل بين الألف والياء
بدون نقاط

الثلاثاء، 11 مارس 2014

رواية أخناتون الإله اللعين جليبريت سيبويه

رواية #أخناتون_الإله_اللعين ليست رواية هي أشبه بتوثيق تاريخي لسيرة الفرعون امنحوتب (اخناتون) هذه الشخصية التي ملأت جدران الحضارة المصرية بتاريخها ولم يستقر رأي العلماء إلى الآن عليها 
هل كان مثلي؟
هل كان يعاني من مرض ما سبب له تشوه في شكله؟
هل حكم مع والده امنحوتب الثالث؟
هل انجب ابنه توت عنخ آمون من زوجته الثانية كيا أم من والدته تي؟
والكثير الكثير من الأسئلة التي تدور حول شخصه #جليبريت_سينويه حاول في روايته متنقلاً بين الماضي والحاضر أن ينقل لنا عدة وجهات النظر المتباينة والمختلفة حول أخناتون وعصره
كان توثيقه جميل بأسلوب المراسلات وأن كان تشوبه ثغرات في بعض النواحي لقد حاول أن يحلل الأحداث ويسلط الضوء على نواحي مغفلة حول ذلك العصر فقام بإثراء الرواية بوجهات نظر واقعية ومعقولة حول شخص أخناتون
الفكرة الأهم التي يطرحها هي ( لاتوجد حقيقة مطلقة) والبحث عنها ضرب من الخيال فكل شيء يحتمل نسبة من الخطأ والصواب في آنٍ واحد. 


الخميس، 6 فبراير 2014

رواية الصهد لناصر الظفيري

"غادرت وطني ليس لأنني لا أنتمي إليه ، وإنما غادرته لأنني لا أريد له أن يغادرني"
بهذه العبارة الرنانة يختصر #ناصر_الظفيري في روايته #الصهّد معاناة البدون في بلد يسكن فيهم ولا يمتلكون ورقة تثبت انتماءهم إليه هي سيرة أمل وألم ووجع تبتدأ بشومان وتمتد لابنه علي وتستمر في أجيالٍ يتقاذفها سؤال الوطن الذي يسكن مخيلاتهم بشكل ويعيشونه بشكلٍ آخر 
الخرافة التي ابتدأ الظفيري بها الفصول الثلاثة الأولى لتكون مفتاحاً لروايته هي رواية بحد ذاتها إذ تفاجأت بعدها بالكتاب الثاني والمعنون برواية لعله بهذا يحاول لفت نظرنا أن قضية (البدون) في الكويت خاصةً وفي دول الخليج عامةً قضية شائكة وذو شجون فهي لا تقتصر كما يعتقد البعض على دولة الكويت فقط بل دول الخليج لديهم أبناء كثيرين لا يعرفون غير هذا الوطن لكنهم لا يملكون ختماً على ورقة مصفرة تثبت انتمائهم ولربما يمتلكونها وهم مهمشون على دكته بشكلٍ متعمد أو بطريقةٍ أخرى 
الرواية والتي كتبت خلال عشرة أعوام عنونها الظفيري بالصهّد على غير المعتاد حيث الجميع يصف الاحساس بالغربة في الوطن بالبرد والزمهرير كانت تعبيره مغايراً ليقول بأن الوطن هو الخيمة التي تقينا حرارة بلداً حرهُ صهدٌ وبردهُ زمهرير لكن ربما اختار هذا الاسم لحرارة الموضوع في قلوب من يعانونه من البدون 
ناصر الظفيري الذي امتعني في #سماء_مقلوبة وخيب أملي في #أغرار جعلني أتمسك بروايته #الصهّد وأماطل في قراءتها كي لا تنتهي كانت وجبة دسمة كما وصفها اسماعيل فهد اسماعيل متخمة بالأحداث والتفاصيل بحبكة مشوقة ومثيرة وباشتغالٍ جميل على الشخصيات لعل مايعيب الشخصيات السلبية المفرطة في كثير من النواحي ، كانت الثيمة العامة تتكلم عن قضية البدون بتفرعات لقضايا أخرى مثل القضية الفلسطينية من خلال كمال العسقلاني كانت اللغة سهلة ممتنعة صوت الراوي فيها ينتقل مابين علي وليال متوازاً لم يربك القارئ أعطى للرواية تشويق ورصد لحال الغربة المتغلغلة في النفوس . 

الجمعة، 31 يناير 2014

رواية كيتوس ل مها الجهني

بنصيين متوازيين الأول يتمم الآخر كانت نهاية رواية #كيتوس للكاتبة #مها_الجهني .

الجهني الذي أحييت قلعة هدمت وشيدتها من جديد ابتداءاً من عام 1902م إلى عام 1988م

جهدٌ جبار بدلته في معرفة الأماكن والمصطلحات وصولاً للشخصيات والغوص في أعماقها ونفسياتها ولطبيعة المجتمع وطرق تفكيره وتباينه جعلني اتسأل كيف للجهني أن ترصد هذا كله في الساحل الشرقي وهي ابنة الساحل الغربي 

هذا الاشتغال الفني الرائع ماهو ألا دلالة أنّا أمام روائية متمكنة من آليات الكتابة حيث تفكيك الحدث التاريخي وإسناد الرواية إليه بحبكةٍ متماسكةٍ 

الرواة الممتدون على طول الرواية والذين كلما انتهى أحدهم استلم الأخر زمام الأحداث بطريقة سلسة لاتربك القارئ أحمد فرؤوف فأحمد الحفيد انتهاء بليلى والتي كانت تمسك بخيوط الحكاية منذ أول سطر وتسرد هذا البوح راصدة لتحولات المجتمع عامة ومسلطة للضوء على أحوال المرأة في مجتمعٍ يتراوح أفراده مابين الانفتاح والتشدد 

الرواية كانت تسير بوقع أحداثاً هادئ ولكن مع بداية عام 1968 م (القصّ) بدأت الأحداث تسير بوتيرةٍ سريعة طاوية أحداثاً لم تتطرق لها الجهني لربما لم ترد أن تدخل روايتها متاهات أكثر وعورة مما مرت به 

اتسأل هنا ... لماذا منعت هذه الرواية ؟؟ 

أخوفاً من ذاكرة أو هوية لازالت أوتادها مرتكزةً في أذهان أبناء هذه المنطقة برغم من مرور عقودٍ على هدمها ، و اعترافاً بالعجز عن محو هذه الهوية لعدم وجود هوية جامعة تربط أبناء هذا الوطن ببعضهم البعض فلم يجد أبناء كيتوس سوى قلعتهم وأثارها المندثرة المهدومة ليتدثروا ويصدوا بها زمهرير ووجع الاغتراب في وطنهم وأزمة هوية تلاحقهم لا يعلمون متى تنتهي وتنتهي معها معاناتهم 

في وطنٍ غيب ماضيهم ويحاول تغييبهم من حاضره


الأربعاء، 29 يناير 2014

تساؤل !!

اتسأل 

لماذا يا الله

صبغتني بالألم 

ماذا سيحدث لو صبغتني باللون

الأرجواني

كنت سأبدو محمرة

وأكثر إشراقاً


يا الله 

أسينتهي هذا الحنين

أم خبأت في دكة الأيام له بقية

سينتهي يوم دون شهقة

دمعة

أو صرخة اكتمها بطرف ردائي

التي أضحى لزجاً من بكائي المتواصل 

أليس لي مكان وسط سماءك


الاثنين، 20 يناير 2014

خيبة

عيناك عتبةُ غيابٍ
وفتاتُ ذاكرةٍ يقتسمها 
الثواني مسبحةٌ كهرماناًً افركها بين يدي 
منتظرةً انقضاء غيابك
ولا أنت تأتي 
ولا حتى يعبق الليمون
منذ رحيلك
وأنا 
كل ليلةٍ
ادعك خاصرة السماء
لست أحاول ايقاظ مارداً أو شيطاناً 
لكني أودّ اختطاف دفئها
يفاجئني شهابٌ ثاقب 
فاسقط على وجهي 
في الوحل


الخميس، 16 يناير 2014

صمت

وجهي شارعٌ من الاسفلت تحكه المركبات والحافلات طوال اليوم
في زاويته إشارة مرور لمنحدرٍ رملي في نهايته غابةٌ شمعيةٌ لا تسمع فيها صوتٌ ولا صدى منذ اتقنت يداي الكلام فتوقفت الغابة عن الغناء 


الثلاثاء، 7 يناير 2014

نسيان

الآن

أرتدي قلبي قميصاً 

فما عدتُ أكترث

من أي جهةٍ يُقد

أرتديه 

علّك تستعيد ذاكرتك المعطوبة

ذاكرتك التي انهكت روحي 

وأنا أدق مساميري في جدرانها

واحداً تلو آخر 

لاكتشف بعد فوات الأوان 

بأنها من ماء


الجمعة، 3 يناير 2014

غرق

اكتبني ولو هامشٌ على ديوانك
وانقذني من الغرق ...
أنا لغتك المسجاة دون حراك
لا تحرك فيك ساكن
ولا تسكن فيك نبض
أنا الأبجدية التي أنكرتها حين اتقنت 
لغة تخالف صوتك
وتغاير لونك
أنا التي احتضنت تأتأتك وألفاظك المبهمة
أُهدهد بوحك بأجفاني 
وحين سبرت أغواري
وغرفت من لؤلؤي ومرجاني
أغلقت عليّ معجم جنونك
متعللاً بضحالتي 
نعم ... ضحلةٌ أنا
مغررةٌ
آمنت بك دون سواك
وأنت تكفر بيّ