الجمعة، 31 يناير 2014

رواية كيتوس ل مها الجهني

بنصيين متوازيين الأول يتمم الآخر كانت نهاية رواية #كيتوس للكاتبة #مها_الجهني .

الجهني الذي أحييت قلعة هدمت وشيدتها من جديد ابتداءاً من عام 1902م إلى عام 1988م

جهدٌ جبار بدلته في معرفة الأماكن والمصطلحات وصولاً للشخصيات والغوص في أعماقها ونفسياتها ولطبيعة المجتمع وطرق تفكيره وتباينه جعلني اتسأل كيف للجهني أن ترصد هذا كله في الساحل الشرقي وهي ابنة الساحل الغربي 

هذا الاشتغال الفني الرائع ماهو ألا دلالة أنّا أمام روائية متمكنة من آليات الكتابة حيث تفكيك الحدث التاريخي وإسناد الرواية إليه بحبكةٍ متماسكةٍ 

الرواة الممتدون على طول الرواية والذين كلما انتهى أحدهم استلم الأخر زمام الأحداث بطريقة سلسة لاتربك القارئ أحمد فرؤوف فأحمد الحفيد انتهاء بليلى والتي كانت تمسك بخيوط الحكاية منذ أول سطر وتسرد هذا البوح راصدة لتحولات المجتمع عامة ومسلطة للضوء على أحوال المرأة في مجتمعٍ يتراوح أفراده مابين الانفتاح والتشدد 

الرواية كانت تسير بوقع أحداثاً هادئ ولكن مع بداية عام 1968 م (القصّ) بدأت الأحداث تسير بوتيرةٍ سريعة طاوية أحداثاً لم تتطرق لها الجهني لربما لم ترد أن تدخل روايتها متاهات أكثر وعورة مما مرت به 

اتسأل هنا ... لماذا منعت هذه الرواية ؟؟ 

أخوفاً من ذاكرة أو هوية لازالت أوتادها مرتكزةً في أذهان أبناء هذه المنطقة برغم من مرور عقودٍ على هدمها ، و اعترافاً بالعجز عن محو هذه الهوية لعدم وجود هوية جامعة تربط أبناء هذا الوطن ببعضهم البعض فلم يجد أبناء كيتوس سوى قلعتهم وأثارها المندثرة المهدومة ليتدثروا ويصدوا بها زمهرير ووجع الاغتراب في وطنهم وأزمة هوية تلاحقهم لا يعلمون متى تنتهي وتنتهي معها معاناتهم 

في وطنٍ غيب ماضيهم ويحاول تغييبهم من حاضره


ليست هناك تعليقات: