الخميس، 26 ديسمبر 2013

رواية آلموت لفلاديمير بارتول

ما هم ألا بيادق على رقعة شطرنج والحسن بن الصباح يحركهم مثلما يريد ، الحسن الذي أشبه لي بميكافيللي بمهارته وذكاءه وطموحه الذي ليس له حدود ووسائله التي يتخذها للوصول لغاياته فلا شيء صحيح وكل شيء مباح ، جنته الخفية ، جنوده الذين ينفذون اغتيالاته وكيفية صنع جنود لا يهابون الموت لأجله ، كل شيء يجعلك تكرهه لكنك تنبهر بتفكيره وفطنته وشخصيته المتماسكة 
تدور أحداث الرواية في إطار تاريخي من حيث الزمان القرن الخامس الهجري و المكان #آلموت (عش النسر) و هي قلعة بناها ملوك الديلم واحتلها الحسن بن الصباح وشيد دولته (الحشاشين) فيها لكن مخطأ من يصنفها بأنها رواية تاريخية ويستشف منها حقائق فالكاتب استخدم الزمان والمكان فقط ليدير فيها أبطاله ويوصل فكرته بل هي رواية فلسفية عميقة تتكلم عن كيفية تسيير الجماهير وذلك من خلال معرفة السيكولوجية التي يستند عليها هذا الجمهور،والغريب أن هذه الرواية قد كتبت سنة 1938م وأحداثها تدور في زمنٍ سحيق لكن اسقاطاتها النفسية والسيكولوجية والسياسية لازلنا نراها إلى يومنا ، أسلوب غسيل العقول والتغرير بالبسطاء ومن لا يمتلك خبرة ومن ثم تجنيدها لتكون كبش فداء لتحقيق غايات من يمتلكون زمام الأمور ويديرون كل شيء فلازلنا نرى هؤلاء المغرر بهم من يعتقدون أنهم فقط من يتبعون الحق 
وقد تمكن الروائي السولوفاكي #فلاديمير_بارتول من نسج هذه الحكاية المتماسكة رغم أنه كتبها خلال عشرة أعوام لكنك وأنت تقرأها لا تشعر بمللٍ بل تشعر بلذة خفية وممتعة وتشويق غريب لمعرفة ماالتالي كل مافي هذه الرواية من أسلوب ولغة وأحداث وأفكار يجعلك تمضي قدماً لقراءتها للآخر . 


ليست هناك تعليقات: