الخميس، 10 أبريل 2014

رواية مغامرة حب في بلادٍ ممزقة لجين ساسون

أكثر مايظلم هذه الرواية عنوانها ف #مغامرة_حب_في_بلاد_ممزقة ليست مجرد رواية فقد حاكتها#جين_ساسون بحبكة مميزة فبتدأتها بأسلوب (الفلاش باك) استبقت فيها البداية بالحدث الأهم ومن ثم استحضرت البطلة قصتها منذُ كان عمرها عشر سنوات 
فكانت الفصول الأولى للرواية تحكي قصة جوانا العسكري التي ولدت من أمٍ كردية وأبٍ عربي مع هذا لم تشعر بعروبتها في بغداد مثلما ارتبطت بالسلمانية موطن أمها في كردستان ولعل السبب في ذلك انعدام التواصل مع والدها الذي كان أصماً 
تناولت في هذا القسم من الرواية تفاصيل للحياة اليومية في كردستان وفي بغداد فرصدت المعيشة من جميع نواحيها من لباس وطعام وعادات متوارثة وبينت الواقع الكردي المرير الذي عاناه الأكراد في ظل عدة حكومات عراقية كانت أو تركية أو سورية أو ايرانية
وبسبب هذا الظلم الذي طال الأكراد دون سبباً سوى العنصرية المقيتة تتمنى جوانا الارتباط بأحد جنود البشمركة إيماناً منها بقضية الأكراد والظلم الذي يرزحون تحته
ذكرت الأحداث تفاوت الأحوال المادية التي مرت بالشعب العراقي بسبب الحروب وتغيير الرؤساء حتى وصول صدام حسين والذي أنهك الشعب العراقي بجنونه وديكتاتوريته المقيتة 
وحروبه التي لا تنتهي معاناة أخيها في خنادق الحرب العراقية الايرانية ، ملاحقة نظام البعث لها لتنتمي للحزب ، هرب أخيها الأكبر لخارج العراق كي لا ينضم للحزب ومعاناته في السجن هو وزوج أختها دون سبب سوى إنهما كرديان والشك بانتماء أخيها لإحدى الأحزاب الكردية
الفصول الأخيرة كانت عبارة عن رصد لحياة #البشمركة ولمعاناتهم في ظل حكومة صدام حسين ولترجع تقص علينا مابتدأته المأساة وعلي المجيد (كيماوي) يلقي بغازاته السامة على القرى الكردية وخاصة حلبجة والتي استشهدت فيها خالة جوانا عائشة والكثير من سكان قريتها بلا ذنب اقترفوه غير إنهم أكراد لم ينصاعوا لهذا الديكتاتور أصابتها بالغازات حتى كادت تفقد بصرها مثلما فقدت جنينها وهربها مع زوجها من مكاناً لأخر ثم دخولهم للأراضي الايرانية معاناتهم هناك فالايرانيون لا يكنون الودّ للعراقيين بعد حربٍ أدمتهم ثمان سنواتٍ عجافٍ متواصلة دخولها لمخيمات اللاجئين الأكراد بحثاً عن خالتها قبل معرفتها باستشهادها ونهايةً ولادتها ابنها كوشا والذي بولادته تغيرت معادلة لجوانا لتقرر مع زوجها الهرب للندن ومعاناتهما في مطار دمشق قبل استقرارهما في بريطانيا أخيراً
الجانب العاطفي في الرواية وهي قصة حب جوانا لزوجها شارباست كانت تفاصيلها بالنسبة لي مملة جداً وأضاعت وقتي
لكن مايغفر لها هذا الزخم الإنساني الذي عشته مع معاناة التي تمر بالشعوب بسبب الحروب رصدها لتاريخ العراق منذ عام 1972 حتى هربهما للندن بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية 
لقد أوصلت بجدارة شعور العزل والنبذ والظلم الذي طال الأكراد هو عزلة للإنسانية والوطن والهوية فكل بلادٍ لابد من وجود عنصرية ضد مجموعة ما تعاني الأمرين بلا سبب سوى تفردها وانتماءها في ظل عقليات تقصي المختلف عنها رغم أن الكاتبة حاولت ادخال رأيها ولم تلتزم بالحيادية في كثير من المواضع 
لكني أدين لهذه الرواية تعريفي بتاريخ الأكراد في العراق مثلما أدين ل#خالد_حسيني في #عداء_الطائرة_الورقية تعرفي لأوضاع أفغانستان من (الباشتون-السنة) و(الهزاره-الشيعة) قبل طالبان حتى وصولهم لدفة الحكم 
رواية جميلة استمتعت بها رغم ثغراتها التي كان من الممكن تلافيها في الكثير من المواضع لو ألتزم الكاتبة بمهنية الكتابة . 

ليست هناك تعليقات: