الأربعاء، 16 يوليو 2014

مريم ل حسين المحروس

بإزاحة بصرية يزيح #حسين_المحروس أعيننا عن بطلة سيرته #مريم لينقل نظرنا للمكان الذي يؤطر فيه رؤيته 
حيّ (فريق) النعيّم بسكانه برائحة الطين الممزوج بالعرق المطيب بالحناء و وبنسوته اللاتي يتناقلنا ذاكرته كسيرةٍ عطرة ، صور نقلها لنا المحروس بحرفية عدسته ودقتها المتناهية لينقل حواسنا من هنا لدهاليز وطنٍ تُتمتم الشفاه بذكراه كبسملةٍ 
قد تُرى بأنها نصوصٌ منفصلة لكنها ليست كذلك فهو لم يكن يرصد لنا مريماته بقدر ما كان يرسم لنا الطريق الذي كن يسرنا فيه والجدران التي اتكأنا عليها واتكأت عليها الذاكرة فتشعر بازدواجيته مابين عدسة الفوتوغرافي وعينه ومابين قلم الروائي وسرده وهذه الازدواجية أولدت هذه الروعة #مريم لتُقرأ الصورة بشكلٍ مغاير عن المعتاد
أثناء قراءته كانت تخطر في بالي دائماً شذرات من ديوان #لمس للرائعة #سوسن_دهنيم فكلاهما لم يعتمدا العزف على وتر الدهشة بل اعتمدا على وتر أكثر شفافية وأكثر وقعاً في النفوس وتر المشاعر التي يجرفها الحنين لزوايا أصبحت أثر 
فزخم الشعور والأحاسيس المفصل والمحرك للأحداث في #مريم هذا لا يقلل من ومضات الدهشة في انعطافاتها وأن لم يرتكز عليها المحروس في سرده مخالفاً لآليات الكتابة السردية فلم يبني هذه السيرة كعادة الروايات من تدرج في الأحداث ورسم الشخصيات و و آلخ .... فالمكان هو البطل لا ينمو ولا يتحرك بل يلملم الشخوص في جنباته ويدثرها برائحته لعل كل من يقرأها يستعيد ذاكرة كانت مضمحلة لديه 
فمابين ساحلي الشرقية وتشابهة ارتكازاتها ومنعطفاتها تكمن دفء كلمات #مريم وعبق أصالتها الحياة الهادئة وحاجياتها البسيطة كما عبر عنها "قليلٌ من الحاجيات وكثيرٌ من الحياة" في بيوتٍ "الصوتُ عن ألف صورة" لتكون دفتي #مريم نخلة شماء تغرس في الذاكرة و "النخيل أكبر من التوقعات"

ليست هناك تعليقات: